كتاب واصل

اذا كنت في نعمة فارعها..

 

image
بقلم الكاتب / محمد عيضة الثقفي

كانت بغداد قبل ردح من الزمن مثالاً للنعمة والترف ، فكان يُقال ، فُلان تبغدد ، أي أدركته النعمة
ولكن هذه البغددة زالت وتغيرت أحوال الناس في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وغيرها من الدول المضطربة لم نعرف قيمة نعمة الأمن إلا بعد أن فقدته هذه الدول كانت العراق من أغنى الدول فيها كل الخيرات فيه أعذب الأنهار في العالم نهرا دجلة والفرات وفيه أكثر من ثلاثة ملايين نخلة وفيه الزراعة والعلم والثقافة حكى لي أستاذ دكتور عراقي من شيعة العرب من أكبر المؤلفين العرب وعضو في العديد من المنظمات الدولية الثقافية والعلمية ويجيد اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة ولديه مكتبة وكان يدرس في جامعة عدن ثم انتقل للأردن واستقر فيها وسبق أن درس في العديد من الجامعات العربية وعضو جائزة الملك فيصل العالمية كان يحدثني عن صدام حسين وهو يبكي له بحرقة قال : كنت في عهده ملكا أستاذا في جامعة بغداد ولدي فيلا وسيارتان ورحلة علمية كل عام مدتها شهر على حساب الدولة أقضيها في أي دولة أختارها أنا ومعي عائلتي وقال لي كنت عضوا في حزب البعث ولي العديد من الامتيازات أنا وكل الشعب العراقي كنا في نعمة فقدناها ولن تعود كان صدام يدعم التعليم وكان يسعى لجعل العراق دولة عظمى مثل دول جنوب شرق آسيا فقلبت أمريكا لنا ظهر المجن وتعاوت معا إيران الفرس الصفويون وأطاحوا بصدام حسين لسببين:

أولا: لأمن إسرائيل ربيبة أمريكا.

ثانيا : لتحويل العراق دولة فقيرة ومتخلفة وتحققت أهداف أمريكا وعملائها مثل حزب الدعوة العراقي الشيعي تربية إيران والحكيم والجلبي الخونة لقد حولوا العراق إلى دولة فاشلة أقبح من الصومال قال تعالى :(وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) سورة النحل آية ١١٢، وقس على باقي الدول الأخرى فاتعظوا بغيركم قال الشاعر أبو البقاء الرندي:

هي الدنيا كما شاهدتها دول                              من سره زمن ساءته أزمان
ختاما
اذا كنت في نعمة فارعها                                   فإن المعاصي تزيل النعم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى