كتاب واصل

الطلبة السعوديون في “شفيلد”

بقلم / ثنيان العريفي

في جنوب مقاطعة يوركشير الانجليزية يوجد مدينة هادئة وجميلة وتتميز بوجود جامعة رائدة بالبحث العلمي وتصنف ضمن أعلى ١٠٠ جامعة على مستوى العالم. المئات من الطلبة السعوديين والسعوديات وأسرهم سكنوا هذه المدينة اللطيفة وهدفهم اكتساب العلم والخبرة لينفعوا به وطنهم ومجتمعهم. لكثرة عدد السعوديين في المدن الكبيرة مثل شفيلد أوجدت الملحقيات الثقافية مشكورةً الأندية السعودية لتكون نقطة التقاء لكل السعوديين والسعوديات في هذه المدن.
 
كل سنة دراسية يتم ترشيح فرق إدارية مكونة من طلبة متطوعين لإدارة هذه الأندية. يحصل الفريق المتطوع على الخبرة والثناء والأهم الأجر والمثوبة من الله سبحانه لقاء ما يبذلونه من جهود خالصة لخدمة زملائهم. في عام ٢٠٢١ تشرفت بكوني أحد المتطوعين الذين ساقهم الله لخدمة زملائهم. كان العمل بدون مقابل مادي، شاق أحيانًا، لكننا ننسى كل التعب بعد سماعنا دعوات الزملاء المستفيدين من نشاطات النادي وقراءة تعليقات الثناء والامتنان. في نهاية ذلك العام، انتهت دورة النادي السعودي الـ٤٠ ولم يترشح أي فريق للإدارة.
 
استمر الحال بدون نادي أو أي أنشطة قرابة الشهرين. وفي بداية عام ٢٠٢٢ ترشح أحد الأشخاص لتكوين فريق وإدارة النادي. كان الجميع سعداء لعودة هذا الكيان الجميل للعمل مرة آخرى والبدء بالنشاطات التي طالما انتفع بها المبتعثين ومرافقيهم. كنت أحد الذين طُلب منهم التطوع في اللجنة الإعلامية. وافقت بسرور! اللجنة الإعلامية مسؤولة عن التواصل الفعال وإبراز أنشطة النادي للمستفيدين. أو هذا ما بدا في بداية الأمر؟!
 
مع مرور الأيام صدمت بالأسلوب الإداري المتبع في هذه الدورة. لم يكن هنالك تواصل فعال، كان هناك فرض للآراء فقط.
كان هناك بعض الهفوات، وهذا طبيعي ويحصل في أي فريق عمل. تطور الأمر وأصبحت هناك إشكالات وصدامات مع المتطوعين. جلّها بسبب تعنت الإدارة لتنفيذ طلباتها الغير منطقية. انسحب مشرف اللجنة الإعلامي الأول. هي ربما ظروف ألمت به؟! انسحبت المشرفة الإعلامية البديلة، ربما انشغلت بدراستها؟! انسحب المشرف الإعلامي الثالث! والرابع؟! هل المشكلة في مشرفي اللجان أم في الشخص الذي يعمل معهم؟ انسحابات المتطوعين لم تقتصر على المتطوعين ولا المشرفين في اللجنة الإعلامية بل امتدت للجان الأخرى. وآخرها لجنة السكن! خدمات السكن هي أهم خدمة تطوعية تقدمها الأندية للمبتعثين لأنها شاقة ومرهقة وتتطلب الكثير من الوقت والجهد الذي لا يملكه كثير من المبتعثين المنشغلين في دراستهم وأبحاثهم. بل أن كثير من الأندية الطلابية لا توجد فيها لجنة خاصة بالسكن لما فيها من مشقة. والآن لجنة السكن في نادي شفيلد تم اقصاء كل من فيها واستبعادهم من التطوع! لماذا؟! لأنهم لم يقبلوا بالمساس بخصوصية المستفيدين ونشر أسمائهم وأرقام هواتفهم. وبهذا التصرف سوف يحرم كل المبتعثين الجدد من خدمات هذه اللجنة ويحرموا من الاستفادة من جهودهم في التوجيه والمعونة لإيجاد مسكن مناسب يُؤويهم فترة ابتعاثهم.
 
مثل هذا التصرف (وأكثر) يقوم به رئيس نادي طلبة سعوديين حينما لا يتجاوب المتطوعين حسب مصالحه وأهوائه الشخصية. هي ليست سقطته الأولى ولكنني أرجو من الله أن تكون الأخيرة بأن يعتذر ويتنازل عن إدارة النادي أو أن تتدخل الملحقية الثقافية باستبداله لمن هو أهلٌ له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى