مساحة حرة

مجحود في وجداننا

كتبه : نايف الخمري

لا أدري من أين أبدأ وكيف ابدأ فأنا أمام قامة إنسانية سامقة أمام الراحل مجحود جمعان أحد أبناء قرية رغدان ، بداية اعزي نفسي وجموع أهالي رغدان ومحبي العم مجحود .. نسأل الله له الرحمه والمغفره وأن يسكنه فسيح جناته ، مجحود نهر متدفق من العطاء المتواصل أستطاع أن يكسب قلوب الناس من أهالي منطقة الباحة خلال مسيرته الحافله بالعطاء الخيري والاجتماعي ، وفي تلك اللحظة المؤلمة تذكرتُ أبيات الشاعر لبيد بن ربيعة :
وما المرءُ إلا كالشِهابِ وضَوئِهِ ….. يَحورُ رَماداً بَعدَ إذ هُوَ ساطِعُ
وما المالُ والأهلونَ إلا وَدائِعٌ …… ولابُدَّ يَوماً أنْ تُرَدَّ الودائِعُ
فمجحود كان كالشهاب وضوئه في كل فضاءات العمل الأنساني
وساحات العطاء الخيري في منطقة الباحة وخارجها
مجحود رجل البساطه والانسانيه الذي كان يجد نفسه وسط البسطاء من الناس يتفهم حاجاتهم ويلبيها بتلقائية وليس بتعالي المحسنين فقد كانو يشعرون انه واحداً منهم وجزءاً من تفاصيل حياتهم اليوميه ، كانَ قريباً من الناس . حبيباً إلي الجُلَّاس , لطيفاً مع الصغارِ والكبار.
كل من عرفه لابد أن يحبه ..
كانَ مِرْآةً مَصْقُولة تنْعكس علي وجهه مشاعر المُحِبَّة فهي واضِحة مثل شَمْسِ النهارِ في الصيف , صادِقةً كالحقيقة .كانَ واسع الشُعُور يستوْعِب كل ما حَوْلَه من أشياء . رحم الله العم مجحود فقد عاش كل لحظة من عمره وهويعطي لمجتمعه أجمل ماعنده ينفق بيمناه ما لا تعلمه شماله وذلك انطلاقاً من إيمانه الراسخ بحب الخير للناس . وقد كانت حياته صفحة ناصعة البياض عطاء ومحبة حيث أنتشر في عقول وقلوب الناس وقد أصبحت المبادئ التى عاش ومات من أجلها عطاء لهؤلاء الناس .. وحقيقة فقد مضي عليه أمر الله ورحل عن الدنيا بعد انقضاء عمره ولكن مامثله من قيم سيظل يعطر حيواتنا ويعطيها معناها الحقيقي فهو كمن زرع حديقة وارفة الظلال سيستمر الناس بالتمتع بها حقب قادمات . هكذا هم أصحاب الرسالات والقيم النبيلة ، فقد سكن قلوب الجميع إلى الأبد ـ رحمه الله ـ وبفضل رؤيتة الثاقبة أستطاع المرحوم مجحود أن يخلِّد إسماً لامعاً في قائمة أبناء قرية رغدان الأوفياء . قدم نموذجاً رائعاً لرجل الأعمال الناجح ؛ لأنه جمع بين خلق التواضع وإدارة المال . وأخيراً آثر الركون إلى حياة الراحة وذلك بعد أهلَّ أبناءه لتسيير أعماله التجارية ، لم يكن من رجال الأعمال المولعين بسلطان الثروة ، وبذخ إنفاقها الباذخ لأنه استطاع أن يشغل نفسه وأوقات فراغه بالاهتمام بالعبادة والأعمال الخيرية ، لقد عرفنا الفقيد جسوراً ومقداماً، لم يتخلَّف لحظة عن كل مسعى فيه صلاحُ ونفعُ لأهل قريته ؛ نأمل أن يستمر عطاء أبنائه الأوفياء الذي يحلمون بغدٍ مشرق للمحتاجين والفقراء والأرامل والأيتام . فمهما تحدثت كثيراً بعد وفاته وعن تفاصيل علاقتي به وأثناء حياته لن أغطى كثيراً من جوانب حياته من مختلف الزوايا ولكن ومهما كتبت عنه تتبقى جوانب مضيئه من حياة راحلنا العزيز تستحق المشاهدة والوقوف امامها ،
همسة :
* اللهم تقبل عبدك مجحود في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى