كتاب واصل

“بانثر” نموذج للشباب السعودي

الكاتب الصحفي الكويتي حامد بن محمد الهاملي

في عالم التواصل الاجتماعي يبرز بعض الأفراد كنجوم حقيقية للإنسانية، يزرعون الخير دون انتظار التصفيق أو الشهرة. من بين هؤلاء، يأتي اسم المغرد السعودي : بانثر باذر الخير” الشاب الذي تحول إلى رمز للتكافل والعطاء، ليس هو مجرد حساب على منصة إكس (تويتر سابقًا)، بل تواجد في مساحات افتراضية أصبحت منارة خير وتمتد تأثيراتها من المملكة العربية السعودية إلى دول الخليج بأكملها. في هذه المقالة، نستعرض قصة هذا الشاب الذي يثبت أن الخير الحقيقي لا يبحث عن الإعلان، بل ينبع من قلب صادق.

بدأ “بانثر.. باذر الخير” رحلته كمغرد سعودي شاب يشارك في المنصات الاجتماعية آراءه وتفاعلاته اليومية، لكنه سرعان ما وجد نفسه في ( الإنسانية) تلامس الوجدان. في مجتمع يعتمد على الروابط القبلية والتكاتف الاجتماعي، 

لم يكن بانثر باحثًا عن الشهرة؛ 

لكن تأثير بانثر لم يقتصر على السعودية. امتد صوته إلى دول الخليج الأخرى، مثل الكويت والإمارات وقطر، حيث يشارك أهل الخير من هذه الدول بكرم أصيل. في الكويت، على وجه الخصوص، أصبح صوته مصدر إلهام للجميع هذا التعاون الخليجي يعكس روح التآلف الإقليمي، حيث يصبح الخليج كله “قرية واحدة” في مواجهة المصائب الإنسانية. لم يقتصر على مساحات منصة X ؛ بل وسع نطاقه بكلمات الإنسانية

ما يميز بانثر عن غيره من النشطاء الخيريين هو قدرته على استقطاب “الباذلين ” يعتمد على الشفافية التامة: كل مساحة من مساحات منصة X مصحوبة بصور وفيديوهات من تصميمه جذبت المغردين هذا النهج يبني الثقة، ويجعل أهل الخير  

أصبح بانثر جسرًا يربط بين أهل الكويت وأهل السعودية . وهذا واجبًا دينيًا واجتماعيًا.

ورغم الشهرة التي اكتسبها، بانثر دائمًا أنه ليس باحثًا عن الدعاية في منشوراته “، ويشدد على أن هدفه هو نشر الوعي بالتكاتف الاجتماعي. يقول في إحدى تغريداته: “الخير ليس في المال فحسب، بل في القلب الذي يعطي دون انتظار”. هذا التواضع جعله محبوبًا لدى الجماهير، 

في زمن يسيطر فيه الإعلام على العمل الخيري، يمثل بانثر نموذجًا للعمل الذي يعتمد على الصدق والتأثير المباشر. ولا يروج لنفسه، بل يدعو الآخرين ليكونوا جزءًا من السلسلة الخيرية. هذا النهج يذكرنا بتراث الخليج في الكرم، حيث كان الشيوخ يدفعون أموالهم في الأعمال الإنسانية سرًا بدون ذكر أسمائهم

“بانثر.. باذر الخير” ليس مجرد اسم مستعار؛ إنه رمز لشاب سعودي

 أعاد روح التكاتف في المملكة والخليج، وأثبت أن الخير يمكن أن ينتشر كالنار في الهشيم إذا كان صادقًا. في عالم مليء بالضجيج، يبقى صوته هادئًا ولكنه مؤثرًا، يذكرنا بأن كل واحد منا يمكن أن يكون “باذر خير” إذا أراد. فليكن بانثر إلهامًا لنا جميعًا، لنزرع اليوم ما نحصد غدًا: 

مجتمعًا أكثر رحمة وتكافلًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى