كتاب واصل

ارتداء القناع لإرضاء الآخرين

3333
بقلم الكاتب / مرزوق العتيبي تويتر / marzogalotybi@

ليس من المعقول أن ترتدي طباعاً ليست فيك في الأصل كي تنال محبة ورضا الآخرين، فأنا وأنت فطرتنا التي خلقنا عليها هي الاختلاف في كل شيء، هذا الاختلاف هو الذي يمنحنا بصمتنا المتميزة ويجعلنا معروفين عند الآخرين بمميزات قد لا تتواجد إلا بالفرد الواحد فقط، لذلك أسوأ ما يفعله الشخص أن يقول ما لا يفعل، ويفعل ما لا يرغب به، ويسير مع القطيع غير آبهٍ بما يحمله عقله من نعم فريدة كان الأولى له أن يستغلها ليصقل شخصيته ويجعلها أيقونة نادرة في المحيط الذي يعيش فيه.
وقد يظن الشخص أن التطبع بطباع الآخرين هو طريقه لنيل رضاهم ولا يدري أن ذلك تقليل من شأنه وضياع لشخصيته وهويته، فعلى سبيل المثال لا الحصر دوماً ما يجيب الموظف طلبات المدير كلها حتى لو كانت عمل كوب من الشاي فيستجيب لطلبه طمعاً في رضاه أو في ترقيته أو زيادة في الراتب وهو مدرك أن صناعة كوب الشاي يقع خارج نطاق مهامه الوظيفية.
وما أوسع دائرة الامتثال للآخرين التي في أساسها تعتبر نقصاً في النفس البشرية، فلو كان الشخص واثقاً من نفسه وقدراته وإنجازاته لما سمح لذاته أن تذوب في بعبع الآخرين المسيطر على الأجواء، لذلك نطرح لك فيما يلي حلولاً خلاقة كي تبق دوماً خارج نطاق التبعية للآخر والتطبع بما ليس فيك لأجلهم، وارتداء أقنعة لا ترغب روحك بها:
– قل لا: حين تجد نفسك في موقف يتطلب منك أن تكون مجيباً مثل الجماعة بإجابة نعم، فإياك أن تقول دوماً نعم على عكس ما يصدر من داخلك وهو “لا”، فإن كان رئيسك في العمل يجلب لك مزيداً من الأعمال خارج أطار مهامك أخبره بلباقة أنها ليست من مهامك الوظيفية، وإن كان أصدقاؤك سيخرجون لمكانٍ يتنافى مع قيمك وأخلاقك لا تسايرهم وقل لهم “لا” فهذين الحرفين قد ينقذانك من الكثير من المتاعب.
– كن صريحاً: ليس هناك مجالاً للكذب أو التدليس في مواقف الحياة، فدوماً حبل الكذب أقصر مما نتخيل وكل التفاف حول الحقائق يكشف ولو بعد حين لذلك ما المشكلة بأن تكون صريحاً على الدوام برغم أن الذين حولك لا ينتهجون الصراحة، فكر دوماً أن الصراحة فيما تقول ستجلب لك الهيبة والاحترام مع الوقت.
– كن مبادراً: لا تنتظر أحداً ليحل مشاكلك بمقابل أن ترتدي قناعاً مثله فيما بعد، دوماً حين تجد نفسك أمام مشكلة حياتية أو عملية، فكر بهدوء بحلها، انظر إلى جذر المشكلة وواجهها .
– حافظ على مبادئك: القيم والمبادئ التي حرص الأهل على غرسها فينا قد تتلاشى أو تتناثر بمجرد أن يقع المرء مع رفقاء سوء أو في وسط بيئة تجعله في صراع دائم مع مبادئه وأخلاقه وقيمه ومثل هذا ما يقع فيه طالب العلم المغترب عن أهله ووطنه فيجد مساحة أمامه لم يعتد على رؤيتها من قبل فتنتزعه نفسه إلى تجربتها أو قد يسوقه رفقاؤه الجدد إلى ذلك فيسير مع الآخرين فتكون النتيجة أن يخسر نفسه وأهله، لذلك حين يوضع الفرد في مواقف تتطلب منه أن يختار ما بين تجربة جديدة ومبادئه فعليه أن يختار الأخيرة فهي سلاحه طوال الحياة.
ومن هنا نرى أن التمسك بقناعة التفرد والتميز أمراً ليس صعباً لأنه يأتي من داخل روح الانسان ومقدرته على رؤية مميزاته التي يختلف بها عن الآخرين، لذلك انظر دوماً إلى داخلك بعمق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى