كتاب واصل

زمن عجيب …أصبح فيه الحمار صاحب قرار ..والصقر مع الحمام !!!

قصة تحكي واقعا مؤلم يتكرر في بلادي ، وفي عدة جوانب ، ولها من المدلولات  الشيء الكثير تبين حقيقة بعض من أعطي مكانه وأصبح صاحب قرار ، وهو لا يعي شيئا ولا ينتمي للوطن ، ومحسوب  عليه وهم قليل ،  وابتلينا بهم  ،،،، وإليكم القصة كما وردت :

هرب فيل من الغابه فسألوه: لماذا هربت؟

قال: لأن الأسد قرر أن يقتل كل الزرافات في الغابة!!

فقالوا له: لكنك فيل ولست بزرافة!!

قال: أعلم أني فيل ولست بزرافة ، ولكن الأسد كلف الحمار بتنفيذ القرار ، ومتابعة الموضوع .

المستشار " عبدالله الحارثي "
المستشار ” عبدالله الحارثي “

نعم هناك غالبا في مجتمعاتنا تحديداً ،،  أفكار وقرارات مهمة يكلف بمتابعتها ، من لا يملك الكفاءة لذلك تكون النتائج كارثية.

كثير من الأحداث المؤلمة التي راح ضحيتها أبناء هذا الوطن في عدة جوانب منها على سبيل المثال لا الحصر :-

ما يحدث للمواطن المسكين من أخطاء طبية قاتلة في مستشفياتنا الحكومية أو الخاصة ، وكذلك ما يحدث من اعتداء على أراض وهدم منازل وأحواش ، ويترك المسؤول الذي أخذ مقابل سكوته  عن البناء  ، وفي جانب آخر لا يقل خطورة عن غيره ، وجود الكثير من المخططات بلا ماء أو صرف صحي والسبب أن فلان المسؤول ، في المحافظة أو البلدية مشارك مع المسؤول عن مشروع السقيا ، وكذلك ما تناقلته الصحف قبل أيام من سقوط مظلة في ثانوية على رؤوس الطالبات بدون ذنب والسبب أن صاحب المشروع الذي استلم بناء الكثير من المجمعات التعليمية إنما جاء بواسطة أو محسوبية  ، والنهاية كارثة ووفاة طالبة ونهاية شعب لأن الأمر وكل إلى غير أهله .

فهل يعقل أن يبقى الحمار هو المنفذ للأوامر ، والمتابع لها ، ويترك الثعلب أو الذئب أو النمر ، أو الصقر الحر الذي يحلق في جو السماء فيكتشف كل شيء عن بعد  .

الحقيقة أن الأسد مات منذ زمن لأنه كلف الحمار ليتابع تنفيذ أوامره .

كم في المجتمع من قدرات عجيبة وطاقات هائلة ، ونرى من يأتي في مكانها باناس لايفقهون شيئا ، يحملون شهادات مزورة ، ويعيثون في الأرض الفساد ، وصدق  نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حين قال :” سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» . ؟   

قال اللغوي ابن منظور: «الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لُِربُوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة».

وختاما استشهد على ما سبق بيانه بهذه الأبيات التي قد تكون مؤلمة ولكنها  الحقيقة التي لابد منها .

خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها

 وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ

————————————-

وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ

 وأحقرُ الدودِ يسعى غيرمضطهـدِ

————————————

وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ

حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ

————————————

فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ

وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ

————————————

وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ

 وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ

————————————

وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ

وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَد

————————————-

دار الزمان على الإنسان و انقلبت

كل الموازين و اختلت بمستند

————————————–

فهل يعقل أن يبقى الحمار هو المتصرف في كل شئء؟ !!

إلى متى ومن يمسك قلم ليكتب في صحيفة ، أو يؤلف كتابا ، ومن قدم برنامج في قناة فضائية ، ومن يقوم على تتفيذ مشروع أو من يكلف بإدارة ، وهم غير اكفاء  يبقون في مكانهم ، بينما هناك الكثير والكثير من المبدعين  والمخلصين لا ناصر لهم ولا معين وليس لهم مكان  ؟!

وحتى لا تغرق السفينة ،،، يجب أن يتعاون الجميع في سلامتها ،  وان يتم اختيار من يتابع أوامر الاسد وينفذها ، وان يتوفر فيه صفات منها ان يكون صاحب خبرة وفيه عقل ،  ويعرف كيف يزن الأمور وصاحب تقوى وخوف من الله ، يراقب الله في كل تصرفاته ، ولا يخاف في الله لومة لائم ، محبا لدينه ومليكه  ووطنه ، لا تحركه الأهواء ولا يتبع كل ناعق  ، منهجه كتاب الله وسنة رسوله ” عليه الصلاة والسلام  ” ، حينها سترى بلادنا عام 2030 رائدة الأمم بإذن الله  ،،، .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى