الدوليةاهم الاخبار

مفاوضات أوكرانيا.. الخصوم يستعدون بشروط “المعادلة الصفرية”

وكالات – واصل :

صاحب عودة الحديث عن إمكانية التفاوض بين روسيا والغرب بشأن مصير الحرب في أوكرانيا، إعلان مسؤولي الجانبين شروطا، قد تهيل التراب على آمال رؤيتهما على مائدة التفاوض قريبا.

وبحسب محللين سياسيين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن هذه الشروط تبدو تعجيزية، واستفزازية من كل طرف للآخر، وتجعل النصر حصريا لطرف واحد.

وجاء الحديث عن المفاوضات وسط اتخاذ خطوة عقابية جديدة لموسكو؛ حيث اتفقت مجموعة السبع وأستراليا، الجمعة، على وضع حد أقصى لسعر برميل النفط الخام الروسي عند 60 دولارا، ووافق على ذلك الاتحاد الأوروبي.

ورد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، الأحد، بأن بلاده لن تصدر النفط الخاضع لسقف سعري، حتى لو خفضت إنتاجها.

تصريحات التفاوض

في 1 ديسمبر، أعلنت واشنطن، لأول مرة، على لسان الرئيس جو بايدن، استعدادها للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حال إنهاء الحرب.

في 2 ديسمبر، رد الكرملين بأن بوتن منفتح على المفاوضات، ولكن يتعين على الغرب قبول شروط موسكو.


وفي اليوم نفسه، طالب المستشار الألماني أولاف شولتز، في مكالمة هاتفية بوتين بسحب القوات الروسية من أوكرانيا.


رد بوتن بأن الدعم الغربي المقدم لأوكرانيا يجعل كييف ترفض التفاوض.


في 3 ديسمبر، أعلن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، أن الطريقة الوحيدة للتسوية هي الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات الروسية.

4 ديسمبر، قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، إن بوتن ليس صادقا بشأن المفاوضات.

حذر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، من أن بوتين قد يستغل وقف إطلاق النار لإرسال مزيد من الذخيرة وتدريب القوات.


توقيت التصريحات


تزامنت التصريحات مع تطورات ميدانية، بإعلان الجيش الأوكراني أن القوات الروسية شنت 27 غارة جوية، و44 قصفا صاروخيا على خيرسون وزاباروجيا وميكولايف.


أعلن مسؤولون في خيرسون، إخلاء أجزاء من الأراضي الواقعة تحت سيطرة روسيا، تخوفا من شدة المعارك، فيما أشارت روسيا لنقل قوات من خيرسون وزاباروجيا لخطوط خلفية.


ما وراء التصريحات


عن توقيت الحديث عن المفاوضات، يقول المحلل السياسي مصطفى طوسة:


التصريحات مجرد تواصل سياسي وإعلامي؛ فعلاقات الجانبين تعاني شرخا كبيرا.


وسبب إصدارها، أنه لا يمكن لروسيا والولايات المتحدة وأوروبا، أن يبقوا على موقفهم كمحاربين فقط؛ لذا لابد من التنويه عن إمكانية المباحثات، ليمنحوا آمالا للرأي العام بأن هناك جهودا دبلوماسية لإنهاء المعارك، وسط معاناة شعوبهم من أزمات، خاصة في الطاقة والغذاء.

موقف موسكو

وتفصيلا، يعلق رامي خليفة العلي، أستاذ الفلسفة السياسية بأن موقف بوتين يحمل 3 دلالات:


رسالة للداخل الروسي، بأن لدى موسكو خيارات عديدة لإنهاء الصراع مع أوكرانيا غير الحرب.


أن روسيا منفتحة على التفاوض منذ بداية الصراع، ولكن وفقا لشروطها.


ليس مهما فقط الاستعداد للتفاوض، الأهم على ماذا يتم التفاوض، فالجانب الروسي يرفض الانسحاب من الأراضي الأوكرانية التي ضمها، ويريد تعديل النظام السياسي الأوكراني.


موقف واشنطن


يجد العلي أن الموقف الأميركي عقب نتائج انتخابات الكونغرس يتسم بتغير شكلي، لكن الدعم المقدم لأوكرانيا مستمر، ويدل على عدم رغبة واشنطن في التفاوض.


جدية التفاوض والمعادلة الصفرية


يستبعد الطوسة، أن تكون هناك خطوات جادة لوقف الحرب، لسببين:


الأول، هو أن التصريحات الأخيرة لا تتمتع بأي أرضية للتفاوض؛ لأن الجميع متشبث بموقفه، ومن وجهة نظر الروس يجب على حلف الناتو الاعتراف بسيطرة روسيا على أراضي شرق أوكرانيا وجزيرة شبه القرم، وهو أمر مستبعد حتى الآن.


والثاني، هو إصرار الغرب على المباحثات بشرط الانسحاب الروسي، وهو أمر ترفضه موسكو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى