كتاب واصل

تطوير أم صناعة المناهج

كتبه : أ۔د۔ أحمد بن محمد الحسين أستاذ المناهج وتطوير التعليم

تطوير المناهج المطلب الأهم للمجتمعات والدول وخطط التنمية ومعالم النمو ورقي الأفراد۔

تتمثل عملية تطوير المناهج المهمة الأصعب على أي مسؤول مباشر أو غير مباشر في جهاز التربية والتعليم۔

ذلك لصعوبة المسار ودقته وحساسيته وتفرعه، وكثرة عناصره وتفرعاته واتجاهاته ونماذجه ونظرياته، وتسارعه في التطوير والتباين۔

ماذا نطور؟

كيف نطور؟

من الذي يطور؟

كم نحتاج من الوقت لمتابعة التطوير؟

غالب عمليات التطوير لا تقوم على خطة، وليس لها أهداف إلا التطوير نفسه، أو رغبة المسؤول، أو القطاع المباشر۔

السؤال الأهم لماذا نطور؟ وماذا نحتاج من محتوى ليكون في هذا التطوير؟

صعوبة الكم، كم المعلومات المتوافر والمتجددوالمتولد يجعلنا أمام عملية التطوير، كالوقوف أمام الجبال الشامخة ۔۔ آلاف الكيلومترات من الصخور الشاهقة الشامخة۔

صعوبة إدارة المعرفة في المقررات الدراسية، في وقت سابق فكر بعض أهل التربية بقوة التسارع الرقمي مقابل الفتور الورقي للكتب المدرسية، وتثبت الأيام بأهمية الكتاب المدرسي مع ضعف تأهيل المعلمين، لأن الحد الأدنى للمعرفة والمعلومة موجود في الكتاب المدرسي، وليس لدى جل المعلمين أو الدارسين، ومع زيادة التحوط من المنهج الخفي، الذي يعشعش في كثير من جنبات التعليم في الأنظمة ذات المتابعة الضعيفة أو القليلة، يزداد التمسك بالتطوير۔

تحول التعليم في البلاد العربية هو امتداد للتحول العالمي، التحول في البلاد الغربية، وقد تسبق بعض البلاد العربية الغربية في التحول المخطط الرقمي مثلا۔

صناعة الكتاب المدرسي ركيزة أساسية في أنظمة التعليم في جل البلاد العربية، وإن جاءات باسم تطوير أو تأليف أو تجميع المناهج۔

صناعة الكتاب المدرسي عملية واضحة مخطط لها بدقة وفق نماذج ونظريات تربوية ملاءمة لحال وخصائص نمو الطلاب۔

التسارع الدائم لعالمنا الحاضر، يؤكد دوام الحاجة إلى التطوير، التطوير المنهجي الحقيقي۔

ملل الطلاب من حجم الكتب المدرسية ووزنها الثقيل، ملل من محتوى الكتب الدراسية، بسبب زيادة القدر المشترك، مما يكرر المعلومة ولا يعطيها جانب من التوسع، ولا يحقق معها جانبي المدى والتتابع۔

كمية المحتوى تتطلب الساعات الزائدة، التي يمكن بضبط محتوى الكتب تحقيق حافز رائع لتعلم الطلاب۔

غاية الكتب إعداد المواطن الصالح، وهو هدف سام ونبيل به تتحقق جودة الحياة، واعمار الأرض وتطور العلوم۔

تداخل الموضوعات في المواد الدراسية يشتت الكتب المدرسية، ولا يعطي الفرصة بتجويد التعليم۔

حمل كبير على اكتاف الطلاب، ذلك ملخص سؤال لي، من بعض الطلاب في رأيهم في الكتب الدراسية۔

عنصر التشويق الغائب الحاضر مفقود، نظرا لضعف البناء، وميل الصناع (المؤلفين) إلى التقليد، دون فهم عميق لمن يقدم هذا الكتاب۔

تنافسية الصناع مفقودة، بسبب مركزية التأليف، ولو كانت تنافسية، ربما وجدت كتب ذات جاذبية أكبر۔

سلاسل الكتب، والفجوات العلمية أو التربوية، بسبب غياب المصفوفات التي هي من أهم قواعد صناعة الكتب المدرسية۔

الكتاب الرقمي لازال في مكانه لصعوبة عمله، وقله الدعم والخبراء في فنه۔

القدرة على سد فجوة الفروق الفردية في المقررات والموضوعات العلمية التي تقدمها الكتب المدرسية من أهم علامات نجاح صناعة الكتاب المدرسي۔

نجحت دور نشر عالمية في تقديم سلاسل كتب ذات صبغة تعليمية مدرسية، لأنها أخذت منهج صناعة الكتاب المدرسي، وبالتالي حققت الأهداف التي رسمتها، نجحت أكسفورد وكمبريدج وهارفرد وناشونال جغرافي وغيرهم في تقديم المحتوى المشوق المقروء الذي يراه المخطط التعليمي أنه السبيل الأمثل والأجود۔

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى