كتاب واصل

كونوا معنا بمناسبة يوم المعلم العالمي ..

image

بمناسبة اليوم العالمي للمعلم فيحسن بنا المشاركة مع أهل التعليم ..

المعلم هو ركن أساسي في العملية التعليمية والتربوية بل هو الركن الأساسي في الموقف التعليمي ولذا فإن الدول التي التي منيت بهزائم في الحروب وراجعت أسباب هذه الهزائم وبعد دراسة للوضع اتخذت قرارا وهو الاهتمام بالتعليم وفي مقدمتها المعلم مثل ماحصل في ألمانيا واليابان وبفضل هذا المعلم والاهتمام به جملة وتفصيلا نهضت هاتان الدولتان وباتتا من أرقى الدول المتقدمة وكل الدول تعتني بالمعلم لأنه يملك مفتاحا من مفاتيح التغيير والتنمية لدى كل دولة فهو يعلم الناس وينقل لهم العلم ويشرحه ويوضحه بل يبسطه وعليه مسؤولية في التأثير والتأثر وتجذير القيم والأخلاق وكل الجوانب الإنسانية والتربوية ونحن ندرك أن المقومات الأساسية للتدريس إنما هي تلك المهارة التي تبدو في موقف المعلم وحسن اتصاله بتلاميذه وحديثه إليهم واستماعه لهم وتصرفه في إجاباتهم ، وبراعته في استهوائهم ، والنفاذ إلى قلوبهم ، إلى غير ذلك من مظاهر العملية التعليمية الناجحة لهذا فإن المعلم الناجح يعتمد على ركنين الركن الأول الموهبة والجانب الفني والركن الثاني التمكن في المادة العلمية والاطلاع والثقافة وإذا لم يتوفر في المعلم هذان الركنان فهو رجل موظف أو متعيش أو بعبارة أدق هو معلم الضرورة ليسد فراغا كيفما يشاء هذا الفراغ لتصريف أعمال التعليم حتى يفرجها الله وعليه فإن التعليم العالي في الجامعات العربية والسعودية دعمت المعلم بكل مايحتاجه من مادة علمية في تخصصه وقدمت له كل المواد التي يحتاجها المعلم ومنها العلوم التي لها صلة وثيقة بفن التدريس وعلم النفس لأن هذه العلوم توفر للمعلم دعما لوجستيا ونفسيا واجتماعيا ومن واقع التجارب والدراسات تأكد لدينا أن هذه العلوم تصقل المعلم وتجعله يعدل وينظم طرائق تدريسه والوقوف على نفسيات طلابه فتجده يبسط المركب تارة ويركب المبسط تارة وينطلق من الجزء إلى الكل تارة ويبدأ من الكل إلى الجزء تارة أخرى وتجد المعلم يبحث عن أفضل الطرق وأسهل الوسائل فيراجع مادته والمراجع العلمية للمادة وبعد أن يطمئن على مادته يبدأ في تحضير الدرس بدءا بالأهداف ( المعرفية والمهارية والوجدانية ) وهو تصنيف بلوم يتعرف على مواطن الضعف ومواطن القوة في دروسه وهناك تحضير ذهني وكتابي ونفسي مثل قائد الجيش تفكير وخطة وتحديد أهداف ثم يقوم المعلم بتحديد إجراءاته ووسائله لنقل وتبسيط هذا الدرس ثم يقوم درسه بعدة معالجات ومن علامات نجاح المعلم هو المستوى العلمي والتحصيلي لدى الطلاب وكل الأمم والشعوب تعول على أهمية المعلم في كثير من القضايا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول للبشرية قال تعالى (وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت معلما ) وهناك حديث بأن الحوت يدعو للمعلم لأنه يعلم الناس الخير وكم تعجبت من المعلم الذي صحح للوزير تلك الأخطاء الإملائية وهو من تعليم مكة وكم كنت أتمنى أن يبدأ بنفسه لأنه وقع في أخطاء إملائية ونحوية فابدأ بنفسك قبل أن تصحح للآخرين بل فضحت نفسك نعيب زماننا والعيب فينا ونأمل من التعليم إعادة الدراسة الجامعية كماكانت المادة العلمية مع المواد التربوية في آن واحد كما نأمل التخلص من المعلم المتعيش أو معلم الضرورة والمعلم الناجح يوجد لنا بيئة صحيحة وناجحة ويزيد من التنمية وينشر في مجتمعنا ثقافة التعليم والإبداع والفن وبهذا يكون جديرا باليوم العالمي للمعلم لأنه شمعة تحترق لتضيء الطرق المظلمة للآخرين بل إنه واحد من النجوم والكواكب ليهتدى به ورجوم للجهل والتخلف قال الشاعر أحمد شوقي : قم للمعلم وفه التبجيلا. كاد المعلم أن يكون رسولا.

بقلم الكاتب / محمد عيضة  الثقفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى