كتاب واصل

(((( ذُريّة طيبة ))

المجتمع بحاجة إلى الأبناء الإيجابيين الذين يعتمدون على أنفسهم في أمور حياتهم ، ويتحملون المسؤولية تجاه أنفسهم ، وهذا لايتأتى إلا

المستشار والمدرب المعتمد: ابراهيم الحارثي
المستشار والمدرب المعتمد:
ابراهيم الحارثي

بتوفيقٍ من الله -تبارك وتعالى- ثم بأمور منها على سبيل المثال لا الحصر

-الدعاء لهم :

للدعاء واللجوء والإلتجاء إلى الله -عز وجل- دورٌ كبير، ومفعولٌ عظيم في إصلاح الأولاد واستقامتهم على دين الله -تعالى- فمن المعلوم أنّ دعوة الوالد لولده مستجابة ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-” ثلاث دعوات يُستجاب لهن لاشك فيهنّ :دعوة المظلوم،ودعوة المسافر،ودعوة الوالد لولده”

وفي ذلك اقتداء بالأنبياء الكرام-عليهم السلام-فقد كانوا أكثر الناس دعاء والتجاءً إلى الله ، وطلباً منه إصلاح أولادهم ، فقد ورد في القرآن الكريم لبعضهم دعوات وتضرعات عظيمة ، فهذا نبي الله إبراهيم-عليه السلام- يدعو الله -تبارك وتعالى- أن يجنبه وَذُرِّيَّته عبادة الأصنام(وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)

وهذا نبي الله زكريا -عليه السلام- يدعو رَبِّه طالباً الذريّة الطيبة الصالحة

(( هنالك دعا زكريا رَبِّه قال ربِّ هب لي من لَّدُنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)).

-اصطحابهم إلى المسجد:

ليكن ابنك رفيقك إلى المسجد ليصلّي معك خاصةً إذا بدأ يتعرف على حرمة المسجد ومكانته ، فتعويده وتربيته على الصلاة في صِغَره سيكون-بإذن الله- سبباً في محافظته عليها إذا كبر سنّه ، ونضج عقله.

-استشارتهم :

إنّ استشارة الابن فيما يخصّه من أمور حياته ، في البيت مثلاً ، أو التحفيظ ، أو المدرسة لها أثر لا بأس به في غرس الثقة في نفسه ، والشعور بالمسؤولية- فيما بعد-على أن تكون الاستشارة مقنّنة وممنهجة

وليست في كل الأمور ، ولتكن مرّةً بعد مرّةٍ حتى لايتعود الطفل على اتخاذ جميع قراراته في شؤون حياته بنفسه ، بل عليه أن يرجع لوالده ليستشيره في أغلب الأمور من مثل التخطيط للمستقبل ، واختيار الأصدقاء فلابد من متابعته ومساعدته في التخطيط لمستقبله ، وأيضاً سؤاله عن أصدقائه ، فليس من التربية للأبناء ، بل ليس من الأمانة إهمال هذا الجانب أبداً.

تعهّدهم بالنصيحة والموعظة :

النفس البشريّة مستعدّة للتأثر بما يُلقى إليها من كلام ، فالنصيحة الخالصة ، والموعظة الحسنة تفتح طريقها إلى النفس مباشرة ..

فالتقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والألعاب الالكترونية

المنتشرة بين أيدي الأبناء ؛ تستوجب المتابعة والتوجيه الصحيح ، والتربية على الأخلاق الفاضلة ، والصفات الحميدة

وتحصينهم من  الأفكار الدخيلة والمنحرفة .

-تعويدهم الاعتماد على أنفسهم:

اجعل طفلك يعتمد على نفسه في الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة ، أو الذهاب إلى التحفيظ ، أو الذهاب إلى المدرسة، كل ذلك إذا كان المسكن قريباً من المسجد أو المدرسة

-مع ضرورة المتابعة-، وأيضاً  عوّده على اغتنام الأجور في الأوقات الفاضلة من مثل صيام ما استطاع من شهر الصيام أو يوم عرفه أو يوم عاشوراء ، واجعله أيضاً يتولّى شؤونه الخاصّة كتحضير الأكل ، أو الغسيل

أو كُوي الملابس …الخ.

وهذه من الصور التربوية التي تجعل الطفل يثق بنفسه ، ويستشعر المسؤوليّة.

والصور أكثر من أنْ تُعد في هذا الجانب، ولكنّني أهمس في أذن كل أب أن يستشعر المسؤولية في تربية أبنائه ، ويرسم لنفسه

صوراً وخططاً للتربية تناسب أعمار أبنائه من تحفيز ، وجوائز ، ومكافآت ، ورحلات

وهدايا، وغيرها من الصور الإبداعية والبرامج التربوية التي تُسهم في بناء (ذريّة طيبة).

حفظ الله أبناء المسلمين من كل سوء ومكروه، وأنبتهم نباتاً حسناً ، إنّه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى