مساحة حرة

كُلنا مسؤول “مُبادرة”

كتبه : عائشة العتيبي

كل المصاعِب سوف تنزاح و كل ضيّق مايأتي من بعده إلا الفرج وكل ما كان ثقِيل سوف يكون في الغد سحابة غادرت بكل سَّلام و كل عسيرًا سوف يأتي من بعده اليُسر، الحياة مَتَاعِب و قد ندخل أيضا في المصاعِب و العَثَرات لكن كل صعباً يصاحبه سهِلُ و كل عثرةٍ لأبد أن تصاحبها وقفةٍ و صُمُود و مُوَاجهةِ بكل قوة لتحقيق الهدف المرجُو لكي نصل للغاية الأهمِّ ، كُلنا مسؤولين ما دام هذا الوطن أَرضٍ لنا وسَماؤهُ موطنا لدعواتُنا حين نطلب الزيادة و الحياة و الشفاء و الرخاء والطمأنينة نرفع الأَكُفَّهُ لله رب كل شَيْءٍ وملِيكُه ونحن مطمئِنِّينَ في وطننا و تحت استقرارِه نحمد الله ونشكره فلماذا؟! لا نكون مسؤولين حتى في الدعاء للوطن و لمن عاش وعمل به ألا يستحقون مِنَّا هذه الوقفة بجانبهم!

من المُفترض أن نكُون يداً واحدة و كتفاً بجانب كتف و لكي نرفع شعار حقيقي وهو أن الحياة ليست صعبة ما دام لدينا وعي وشعور بالمسؤولية و لدينا ثقة كبيرة بالله وأن كل صعب سوف يكون في الغد سهِل اليَسِرِ وكأنهُ لم يَكِنُّ سوى أَزِمَّةٌ وانتهت بعون لله و كذلك لدينا ثقة كبيرة أيضاً بجُهود دولتنا و من عمل لأجلها ولـنكون على أفضل حال و بأتم عافية، ولأجل أن نعيش لأبد لنا بتَحمَّل المسؤولية و الوُقُوفِ حتى بأقل ما يستطيع الفرد مِنَّا هو المُكوث ورفع أكُفّ الدعاء ولرُبَّما تكون هناك دعوةً صالحة تزيِح هذه الجائحة وتقلل عِبء ماقد أتى منها وليس هناك أمراً صعّب إلا له سّهل قادم وليس هناك ثقَّل إلا وله وقت يتلاشى فيه شَّقَاءُه و لن يصاحب العُسر سوى اليُسر قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا..).. وقال سعيد ، عن قتادة : ذكر لنا أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وبشر أصحابه بهذه الآية فقال : ” لن يغلب عسر يسرين ” .وفسر هذا ابن كثير : أن العسر معرف في الحالين ، فهو مفرد ، واليسر منكر فتعدد ; ولهذا قال : ” لن يغلب عسر يسرين ” ، يعني قوله : ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا..)) فالعسر الأول عين الثاني واليسر تعدد .

الواجب علينا الوُقُوفِ بوَقفةٍ صادقةٍ اتجاه وطننا الغالي و اتباع ما يتطلبه ولي الأمر مِنَّا “واسأل الله أن تكون سحابة تمر بسَّلام و يأتي من بعدها كل فرج و خير” إذاً كُلنا مسؤولين عن أرواحنا و سّلامة أَنفُسِنَا ومن حولِنا و كُلنا مسؤولين بالوُقُوفِ بجانب وطننا و العاملين به لكي تزول الغمّة والأَزِمَّةٌ ونُعِيد شُعلة الأضواء و نرفع مكبرات الأذان وتقيم الصَّلوات و نرى اجتماع الأهل و الأحبة و نشاهد ازدحام الأماكن و الطرقات، فنحن قادرون بإذن لله على زوال هذه مِحْنَة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى