مساحة حرة

الإجازات المرضية المضروبة سوء في الادارة أم أزمة في الأخلاق ؟!

بقلم / فوزي محمد الاحمدي

النيابة العامة تحذر من تغيير الحقيقة في التقارير الطبية أو منح تقرير طبي كاذب , وتؤكد أن ذلك يعتبر من جرائم التزوير الموجبة للعقوبة , ويعاقب مرتكبها بالسجن لمدة تصل الى سنة وغرامة 100 ألف ريال وفقا للمادة (14) من النظام الجزائي لجرائم التزوير . مما لا شك فيه بأن الأمر قد تطور وتحول الى ظاهرة مزعجة بل وثقافة (أممية) متأصلة في القطاع العام بشكل خاص . لا تكاد تخلو منها أي دولة في العالم . بل تجد على الشبكة العنكبوتية بعض المواقع التي توضح لك أكثر الاعذار المرضية اقناعا لمديرك مع تقديم بعض الإرشادات والنصائح التي تساعدك في عدم اكتشاف أمرك دون أي وازع ديني أو رادع أخلاقي ! بل تجد البعض من الموظفين لا يتورع عن اشهار الكرت الأحمر (الإجازة المرضية) في وجه رئيسه دون أي مبالاة بالمصلحة العامة ! نعم قد تكون هناك اسباب تتعلق بظروف العمل أو مشاكل عائلية ولكن هذا لا يبرر ذلك اطلاقا , الموضوع هنا يتعلق بالحلال والحرام (وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ) وهو من المال الحرام ناهيك عن كونه من الكذب على الناس، ومن النفاق العملي الظاهر . تتكبد الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد عن (100) مليار دولار سنويا من جراء غياب الموظفين عن اعمالهم , وايضا تتكبد المانيا ما يصل الى (50) مليار يورو ! اعتقد أن حسم بدل النقل عن ايام الغياب (الإجازات المرضية) قد تكون جزء من الحل فهم أحرص ما يكونون من الناحية المادية والسنت لديهم مقدم على الدولار ، سبق وأن تم تطبيق ذلك ولكن لفترة قصيرة وحققت نجاحا ملحوظا وساعدت في الحد من الإجازات المرضية عمال على بطال , ولكن سرعان ما تم اعادة ما حسم عليهم وكأنه من باب الاعتذار لهم ورد الاعتبار اليهم !! ايضا يجب ان يكون للإجازات المرضية تأثيره على تقويم الأداء الوظيفي (العلاوة السنوية) فهذه لوحدها تكفي لاعادة من أدمن عليها الى جادة الصواب ؟! استبعاد هذه الشريحة من الموظفين من أية مناصب قيادية وإعفاء من هم على رأس العمل من مناصبهم لأن المراجع غالبا ما يكون هو الضحية . لعل الإنفلونزا تعد من أكثر الأسباب التي تستدعي الحصول على الإجازات المرضية , ومع ذلك تجدهم في اليابان وكوريا الجنوبية وقد ذهب الكثير من الموظفين الى اعمالهم وقد وضع الكثير منهم الكمامات على وجوههم حيث الإنتماء والإلتزام وتقديس العمل , في الوقت الذي تجد فيه البعض من الموظفين في العديد من دول العالم الثالث يتمارضون أو حتى يتمنىون المرض كي يحصلوا على الاجازات المرضية ويخلدون الى الراحة بل من أجل السفر والرحلات (الهروب ) ! للمعلومية فان هذه الظاهرة تكاد أن تكون محدودة في القطاع الخاص حيث البقاء والمزايا دائما تكون للموظف الأكثر انتاجية ومواظبة (الأفضل) !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى