مساحة حرة

كان حلماً أن أعيش

بقلم الكاتبة : عفاف الثقفي

تمنيت لو أكافيء قلبي..وأكسب ثمن تضحياتي..مع أنه ليس للتضحيات ثمن..
تمنيت..لو أوقفت الزمن..كي لايضيع عمري..كي لايزداد وجعي..كي لاأكبر..
تمنيت لو تهادت السنين في خطاها..حتى لاتمطر سماء حزني..حتى لاأضيع أكثر..
رويت بعطائي كل الساكنين قلبي..
أهديت أمانيهم..صوتاً شجياً هادئاً..وأسكنتهم في حضني الدافيء دهراً..
كانت نبضات روحي مجرّد عاطفةً..لم تخلق بداخلهم إحساساً مخلصاً لهمومي واحتياجي..وكأنّ كل عطائي لم يهزّ في أعماقهم الوفاء لي ولم يثمر..
أنا..لم أبحث لحظةً عن سعادتي..لم أتوقّف لأطفيء بفخرٍ شموع عمري..لم أحيا الفرح في زمنٍ ظالمٍ أغبر..
ضحّيت بروحي..حتى صار سهلاً أن تتناثر أمام عيني كلّ أحلامي..دون أن ألتفت إليها..دون أن أبكي وكأني لم أتأثّر…
أمسكت سيفي..حاولت أن أدافع عن حقّي..وأحيا نشوة إحساسي..فأقول لا لما أكره..وأحارب بجنونٍ هذا العالم لعلّي أنصف ذاتي..وأضيء بالأمل دربي المظلم..
حاولت….
أن أثبت لهم بأنّ في أعماقي مشاعرا أجمل..وأواجه العالم بكياناً يحمل حظاً أوفر
..
حاولت…
أن أخرس ألسنة الشك حولي ليروا أنّ في داخل جسدي قلباً كبيراً يتأثّر..
حاولت كثيراً أن أُغيّر عاداتي..وأقتسم معهم عمري دون أن أخسر..
حاولت أن أنزع من بين أضلعي هذا الكم من التضحية والوفاء لهم..
حاولت أن أعطي نفسي مثل ماأعطيتهم..
كان حلماً..أن أعيش ولو لحظةً كما أتمنى وليس كما عوّدتهم..
حاولت أن أكون أقوى من ذاتي..وأن أهتم بإحساسي وإن أهملتهم..
حاولت ولكن..
فشلت أن أحب قلبي أكثر
فضحيت وضحّيت وضحّيت لأجلهم
ووهبتهم مزيداً من عطائي..
وقتلت إحساسي..بنفس الخنجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى