مساحة حرة

رحل بالفرح في يوم الفرح

ما أجمل أن ترحل من الدنيا وأنت في غاية الفرح
وكيف لاتفرح وأنت ودعت الأهل والأحباب وهم في غاية فرحهم معك وكان آخر عهدك بوجوههم وهي مبتسمة مسرورة.
لتذهب إلى رب الفرح وإله السعداء وأكرم الأكرمين
ليستمر سرورك الأبدي بإذن رب العالمين.

هكذا تركتنا الليله يا عبد الوهاب ونحن في غمرة السرور في عرس ابن أخيك طلال وصعدت روحك من بيننا كما تصعد الأضواء إلى السماء.

نسأل الله أن يغفر لك ويرحمك ويكرم نزلك ويجمعنا بك في الفردوس الأعلى ويلهمنا ويلهم أهلك وأحبابك الصبر والسلوان. 

عصر اليوم (الاربعاء ) عندما دخلنا القاعة استقبلتني يا أبا هيثم بحفاوتك المعهودة ووبشاشتك الدائمة استقبالا خاصا وكأنك تعلم أن هذا وهو العناق الأخير في هذه الدنيا.  ماعرفتك يا أبا هيثم إلا منذ أعوام قلائل.

وأين عرفتك ؟!!!!
عرفتك في مسجد (القسمة) الذي تقطع إليه المسافة من قريتك (سبيحة) إلى هنا لتصلي معنا صلاة الجمعة كل أسبوع دون انقطاع
وفي كل رمضان صلاة العشاء والتراويح والقيام .
كتب الله لك أجزل الأجر والثواب.
لن أنسى يا عبد الوهاب ابتسامتك المشرقة عندما تراني وأنت قد سبقتني إلى الصف الأول فتفسح لي وتومئ بيدك لأصلي بجانبك.
لم يكن بيني وبينك أي علاقة خارج المسجد
لا أعرف عنك كثيرا وأنت كذلك لكنها محبة إلهية صادقة جمعت بين قلبينا بدأهها قلبك الطاهر.
أيها الراحل بالفرح في ليلة الفرح.
مازال عطر جبينك هنا في (موضع سجودك) في مسجد القسمة عابقا.
ومازالت (بقايا دموعك) في ليالي رمضان تفوح بأريج الخشوع والخشية والتّقى وستبقى شاهدا حيّا إلى يوم الدين.
لقد سبقتني يا أبا هيثم إلى جوار أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. 
فتذكر أيها الحبيب مصافحتنا اليومية في الصف الأول ولا تنس كتفي التي طالما لاصقت كتفك
وقدمي التي جاورت قدمك وقلبي الذي أحبك بصدق دون أن تكون بيننا (طول عشرة أوعميق معرفة)
ويكفي أنني أحببتك بصدق وأحسست بصادق محبتك لأطلب مجاورتك في الجنة بإذن الله ورحمته وكرمه كما كانت جيرتنا هنا في الصف الأول.
إلى اللقاء ياعبد الوهاب
إلى اللقاء يا أبا هيثم
إلى اللقاء ياصديقي.

رحمك الله وأكرم مثواك .

حسن محمد حسن الراوي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى