مساحة حرة

ثقافة الاستهلاك والبيع

بقلم الكاتبة : ريوف الفيصل

السوق والمستهلك والبائع، ثلاثة أحجار ثابتة كأحجار الشطرنج .. 

البائع يٌروج لبضاعته، المستهلك يركض لاهثاً خلف التخفيضات والسوق يبلتعهما معًا، تاركًا ورائه ثقافة الاستهلاك والبيع .

بعالم المشتريات المستهلك يبحث عن الأفضل و البائع يبحث عن طريقةٍ يجذب المستهلك إليه ،، ولكن حينما تغيب الثقافة يتحول الأمر إلى كارثة !!

في فترة من الزمن تضج الأسواق في التخفيضات وبعضها تكون غير مدّروسة !

وهذا ما حدث قبل أسبوعان، وما سوف يحدث لاحقًا، خاصة مع قرب شهر رمضان
عن الحدث الذي قد حدث مسبقاً في أحد محلات الملابس المٌخفضة، اكتظ بجيش من المستهلكين العبثيون، الذين عبثوا في المحل بلا هوادة، أو تعقل، لتغدو في مٌحاولة انتحار في سبيل الحصول على قطعة واحدة فقط
فالاسواق لها آداب ولكن آدابها رمي بها عرض الحائط
ماذنب الأعين أن ترى منظر غير لائق بالأدب العام؟
وبماذا ستتحدث الدول المجاورة حينما يتم تبادل المقاطع بينهم ..!

ولان الشر يطغو على الخير دائماً ،، لابد أن يحدث تعقّل قبل إتخاذ أي قرار قد يضر بسمعة المجتمع أو بفئة معينة بهذا المجمتع

 ولقد قرأنا وسمعنا أيضاً من يتهم الفقراء بهذا الفعل الغير متعقل
وماذنب “الفقير ” الذي يحتاج للكسوة بأن يلاقى على عاتقه تهم قد يكون بريء منها وماذنبه يهان بالكلمات بسبب فئةٍ لا تُبالي ..
وهل “الفقير ” سيقتحم الأماكن بهذه البدائية..؟!
وهل الفقير سيبحث عن أمكان الماركات ..؟
فالفقير أكثر البشر تعففاً و عزه في نفسه ..!
بل بالأدب …!
فدعوا الفقراء لا تقحمونهم بذنباً ليس لهم به علاقه .

 حتى و إن كان هناك قطع مُخفضه عن ثمنها السابق هذا لا يُعطي أحد أحقيه بأن يصبح مثل الثور الهائج ..!
إلى متى وهناك فئة بالمجتمع تفقد لثقافة الذوق العام ؟
و إلى متى وزارة التجارة لا توقف أصحاب البضائع الذين يستغلون فترات من الزمن بتخفضيات بطريقة تجعل الناس
تتكدس بهذا المنظر الذي لا يسر أحد؟
لا نحتاج أن نصبح مثالياً ولكن نحتاج الدقة بتصرفات و تعمق بالتفكير و أن نتريث بالأمور من جميع النواحي ..!
ماحدث تلك الأيام أقلّ ما يُقال عنه “مهزلة “
و يجب أن لا يتكرر المنظر مرة أخرى

 فنحنُ لازلنا نفتقر لثقافة الملائمة لكل حدث، الثقافة التي تزيد من وعي المٌجتمع ليرقى بمجتمعه، فكل مجتمع مسؤول عما يغرسه في المنزل والمدرسة وبيئة العمل كذلك ،، كل فرد بالمجتع يجب أن يعرف بأنه مسؤول ومشارك بكل أمراً يخص المجتمع فقبل أي تصرف يجب أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسبه المجتمع .

نقطة آخر السطر :- ثمة قرارات قد تلقي بصحابها إلى نقطة لا يحبذها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى