كتاب واصل

التحول للمناهج الرقمية

unnamed-21
بقلم : محمد بن لفاء العتيبي

مع إطلالة كل عام دراسي جديد وما يسبقها في فترة الاستعداد تظهر مشكلة وصول المناهج الدراسية للمدارس واضحةً جليةً لكل من يهتم بالتعليم حيث تأخر بعض المناهج وعدم اكتمال أخرى مما يربك المدارس والمعلمين وقائدي المدارس وإدارات التعليم وكل هذا العبء الذي تعايشه وزارة التعليم كل عام بما يتبع لها من إدارات عموم تخص المناهج ومطابع خاصة بالوزارة يمكن للوزارة أن تتداركه وتوجد له حلول دائمة ومضمونة وذلك عن طريق التحول للمناهج الرقمية والتي أصبحت التقنية تساندها وتدعمها فنحن اليوم نعيش ثورة معلوماتية كبيرة على مستوى العالم حتى الدول النامية منه فقلما تجد بيت في العالم لا يضم بين جنباته جهاز حاسب آلي سواء محمول أو مكتبي أو جهاز آيباد أو أجهزة لوحية وإن خلا بيتاً منها فلن يخلوا من جهاز من الأجهزة الذكية (الجوالات الحديثة) وكل هذا في جميع البيوت تقريبا ولكل الأسر مهما كان مستوى معيشة الأسرة فهي اليوم من الضروريات التي حتماً توجد في كل منزل وما صاحب هذه الثورة في الأجهزة التقنية وانتشارها الهائل والسريع جداً من انتشار للإنترنت والمملكة العربية السعودية قد واكبت هذا التطور بالرغم من ضعف سرعة الإنترنت في بلادنا حسب ما ورد في التصنيف العالمي الأخير إلا أنه متوفر وموجود في كل بيت أو على الأقل في الأجهزة الذكية وشرائح البيانات وكل ماذكرت هو في البيوت وإذا افترضنا جدلاً عدم وجود تجهيزات تقنية عند أسرةٍ ما لأي سبب كان فلن تخلو مدرسة من مدارس بلادنا الغالية من الأجهزة التقنية بأنواعها فلا يوجد مدرسة من مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية إلا فيها معمل حاسب آلي إلا ماندر وكذلك كثرة مصادر التعلم في غالبية المدارس لجميع المراحل ووجود أجهزة الحاسب الآلي وملحقاتها من طابعات في جميع المدارس دون استثناء وكذلك وجود الإنترنت في جميع المدارس في المملكة العربية السعودية مع التحفظ على سرعته وبرغم ضعف البنية التحتية للاتصالات بالمملكة التي لم تواكب تطور البلاد في جميع مجالات الحياة إلا أن خدمة الإنترنت موجودة ومتوفرة وكل ما سبق يجعل وزارة التعليم تفكر ملياً في التحول للمناهج الرقمية التي فيها مصالح متعددة وكثيرة من أهمها القضاء على ظاهرة بدء العام الدراسي دون توفر النسخ الكاملة والكافية للمناهج الدراسية في المدارس ومواكبة التطور التقني والانفجار المعلوماتي الذي نراه في عالمنا المعاصر وبلادنا ولله الحمد غير بعيدة عنه وفي توفر المناهج الرقمية ميزة جيدة وظاهرة ستكون صحية في حال تم تنفيذ هذه الفكرة ألا وهي التخلص من رمي الكتب الذي نراه بعد كل اختبار من اختبارات نهاية كل فصل دراسي فما إن ينتهي اختبار مادة حتى ترى الكتب وقد رميت داخل أسورة المدارس أو بالقرب منها دون مراعاة لما فيها من آيات قرآنية وأحاديث شريفة ورسمٍ للفظ الجلالة فيها ومعلومات قيمة مكث الطالب في تعلمها واكتسابها لأشهرٍ عديدة فقد نجد في المناهج الرقمية ضالتنا في القضاء على هذه الظاهرة السلوكية الغير صحية وإلى الأبد وإننا إذ نذكر كل هذه المميزات والفوائد للمناهج الرقمية فجديرٌ بنا أن نذكر أمر هام وسبب لا يقل عن ما ذكرنا من أسباب تقنية وتربوية ففي المناهج الرقمية ترشيد اقتصادي كبير والخلاص من عبء مالي يثقل كاهل وزارة التعليم كل عام وهو ما يصرف على طباعة الكتب وعدم الاستفادة من تدويرها عند انقضاء الحاجة إليها بنهاية متطلب المادة للطالب فحتماً أن المصاريف التي تدفع في المناهج الرقمية ستكون أقل بكثير مما يصرف عليها الآن فلعل القائمين على المناهج الدراسية أن يفكروا في التحول للمناهج الرقمية ونراها واقعا في القريب العاجل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى