مساحة حرة

* البيئة تعاني من صحة البيئة*

IMG-20160709-WA0001
بقلم الأستاذ : ناصر الطيار

كنت في إحدى الرحلات لوادي قنونة في فصل الشتاء والماء يجري و أنا مع أطفالي نلعب فرحين فيه وفجأة لاحظنا أن تيار الماء يسحب أسماك و ضفادع وسلاحف صغيرة ميتة بسبب وضع كمية من المبيد في ماء الوادي أخرجت أطفالي من الماء لكي لا يكون مصيرهم كمصير صغار السلاحف لكني غنمت باكتشاف نادر أنه يوجد في وادي قنونة سلاحف لا يراها أحد لأنها لا تخرج إلا ليلا .

تم توفير خدمة الكهرباء في قريتي عام 1400 تقريبا و كنت و أنا ابن الثانية عشرة ألاحظ تجمع كم هائل من الفراش و الجراد والذباب والبعوض والنحل وما عرفت وما لم أعرف من الحشرات بأنواعها على مصادر الإنارة الخارجية لمنزلنا الحجري أما اليوم فلا تلاحظ وجود لتلك الحشرات على مصادر الضوء بسبب قتلها جميعا بواسطة المبيدات التي تنشرها صحة البيئة في الهواء والماء ليل نهار بحجة القضاء على البعوض والذباب لكي لا تكدر صفو حياة ساكني المدينة  رغم علم المسؤولين فيها أن الإخلال بدورة الحياة سوف يقضي على الإنسان في النهاية لأن حلقات الدائرة بدأت فعلا بالذبول والإنقراض واحدة تلو الأخرى فقتل الحشرات يؤدي إلى نقصها وانقراضها و تتبعها الطيور التي أصبحت نادرة كما ونوعا و معها النباتات والأشجار التي حرمت من مصدر تلقيحها فأصبحنا نراها أشباح ميتة في الأودية و سفوح الجبال و مؤكد أن هذا الخلل طال  الحيوانات النباتي منها واللاحم كما نلاحظ بزيادة أعداد بعض أنواعها كالقرود والكلاب و الحمير و نقص أخرى كالذئاب و الضباع وغيرها ولا شك أن الدور يقترب من الإنسان لأنه المستفيد النهائي مما سخره الله له من الرزق و المفارقة العجيبة أنه لم يسلم من تلك الحشرات إلا البعوض والذباب .
هذا السلوك من صحة البيئة مستمر منذ سنين على مدار العام فما هي أحداث الفصل الأخير من هذه المسرحية الدموية في رأيكم يا سادة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى