كتاب واصل

( تأدبوا فأنتم في حضرة الوطن )

الكاتب/ نايف الخمري

كنت متابع لاحتفالات اليوم الوطني في الأيام القليلة الماضية وبعد معايشتي ومتابعتي لهذه الاحتفالات ، وبكل فخر وانتماء لهذا الوطن الشامخ دفعني إحساسي الجارف إلى تناول تلك الأحداث التي قام بها بعض الشباب الغافل من أبناء الوطن الذين لم يشعرون بالخزي والعار من تصرفاتهم ، ممارسات تستحق الوقوف عندها ـ سيما ـ وأنه تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي التي ملئت أخبارها بعض المواقع حتى أصبحت مادة دسمة لعشاق هذه الوسائل التي قام بها بعض المتطفلين ممن فقدوا الحياء والخجل والاحتشام جعلتنا نشعر بالخجل مما حدث ونتوارى خجلاً عندما يتحدث الأخرون عن ما حدث في يوم الوطن نتيجة هذه السلوكيات الغير مقبولة التي لا تنسجم مع العادات والتقاليد من فوضى خلاقة وتعدي وتحرش وتجمهر وعدم احترام رجال الأمن واستخفاف بقيم المجتمع كل هذه الممارسات خرجت لتٌجهض فرحة المناسبة ، ما فعله هؤلاء في احتفالات اليوم الوطني خروج عن الدين والأدب والأخلاق والمبادئ والتربية الأخلاقية مما خلق حالة من عدم الرضاء وسط المجتمع فقد أجرموا هؤلاء في حق الوطن وتمردوا على قيم المجتمع النبيلة، هذه الأحداث والسيناريوهات الخاطئة اتخذت شكلاً مختلفاً انحرفت فيه عن مسارها الصحيح حتى بات الوضع خزياً وعاراً وكارثية في أن تتحول مناسبة وطنية عزيزة على قلوبنا إلى هذه المآسي المُخجلة التي كانت مخيبة للآمال من شريحة لا تعرف قيمة الوطن ولا التحلي بروح الوطنية جاءت بتصرفات مُعيبةً ومُستَهجنَةً فقدوا معها الغيرة على الدين والوطن والتمسك بالمبادئ الأخلاقية في غياب روح الانتماء في دواخلهم ، بمثل هؤلاء لن يرتقي الوطن، وبعيداً عن محاولات التنصل من الأخطاء ولْنكن أكثر صَراحةً ونتجرد من الذات ما حدث في احتفالات اليوم الوطني من سلوكيات خاطئة تعكس الوجه الغير حضاري لبلادنا أمام العالم الآخر وبسبب هذه الشرذمة أصبحنا أضحوكة ومثالاً للسخرية والتهكم أمام الآخرين نتيجة أفعالهم المذمومة التي من خلالها جذبوا السخرية والإساءة للوطن وقد يعكس الاحتفال باليوم الوطني صورة سيئة للعالم من قبل العابثين الذين يسعون للقضاء على المنظومة الاجتماعية ، نخشى أن يكون القادم أكثر سوءاً .. فهؤلاء هم الخطر الداهم على الوطن، وأسأل نفسي كما يجب أن يسأل هؤلاء أنفسهم مالذي جنيناه من هذه التصرفات التي لن تعلي من قيمة الانتماء إلى هذا الوطن والمحافظة عليه والتي تمثل تهديداً للقيم والمبادئ المجتمعية وتفتيت للنسيج الاجتماعي والتي كان سببها الرئيس هو عدم التربية السليمة المزروعة بالأخطاء ولا يجب دفن الرؤوس في الرمال. فالوطن ومستقبله أمانة في أعناقنا والدفاع عنه وحماية مكتسباته من مثل هؤلاء فرض عين. لكي تتحقق تطلعات الأجيال الصاعدة، لا أتمنى أن يكون هذا حالنا مع الاحتفالات العشوائية والمبالغ فيها والغير منظمه والتي تختفي في حينها جميع الأنظمة والقوانين، لابد أن نجعل العالم ينظر إلينا بمزيد من الإعجاب والاحترام ولا يتأتى ذلك إلا بالبذل والعطاء في ساحات العمل وأن نسطر في صفحات التاريخ إنجازاتنا العظيمة، وعن تطلعات وآمال وأحلام هذا الوطن للغد المُشرق. ماذا بنى شبابنا وماذا يريد أن يبني. وماذا أعد للمستقبل. وماذا فعل للحاضر. نريد أن نسأل شبابنا وفتياتنا عن تطلعاتهم نحو التنمية ومستقبل بلادنا وعلاقاتهم، وكيفية ترسيخ الهوية وتعزيز الانتماء الوطني خاصة في أذهان ووجدان النشء،
لا نريد أن ننقل كل ما يحدث في بعض الدول الغربية في الاحتفالات وبعد نهاية المباريات من فوضى وتكسير إلى بلادنا، هناك مراسلون صحفيون، إعلاميون يتابعون كل ما يجري في وطنا، فالعالم يراقبنا عن بٌعد لا نريد أن نعكس عن وطنا وأنفسنا صورة سيئة للعالم فهناك من يراهن على وطنيتنا،
نكرر .. بأن تصرفات الجهلاء الذين لا يهمهم الوطن هم المسؤولون عن أفعالهم أمام ربهم وسيحاسبون عليها ولا تضير الوطن في شيء فهم لا يمثلون الوطن وسلوكياتهم الخاطئة لا تعني عدم تحقيق الهدف المنشود لذلك اليوم ، الوطن فرحته متقدة في صدور الشباب الواعي المٌتحمس، لكننا لا نريد ان يأتي اليوم الذي تخرج فيه الأمور عن السيطرة , ونجد الوطن يتفتت وتعبث به تلك الايادي العابثة التي لا تدرك المخاطر ولا تعي ما خلف الصورة من إساءة ممنهجة تجعل الأعداء المتربصين بنا يستغلون ما يحدث بمكر وخديعة لنشر الشائعات من جهات مغرضة تستهدف زرع الفتنة بين أبناء الوطن ، فهناك أصحاب أجندات بلا شرف يسعون إلى فبركة الكثير من الأحداث ويحللون ويستنبطون سيناريوهات حول أحداث اليوم الوطني .
همسة:
إلى أبناء هذا الوطن المخلصون الصادقين لا يبني الوطن إلا أبناءه، أنتم حجر الزاوية في بناء الوطن والحفاظ على الهوية الوطنية السعودية أنتم درع ورأس رمحه أيها الأوفياء، نريد منكم أن تعملون من أجل الوطن والحفاظ على النسيج الاجتماعي، من أجل الغد لمستقبل النشء الصاعد، نريد أيادي تبني وتُعمِّر من أجل الغايات السامية، وتُشيد وتُكافح بالعرق والجهد من أجل الدين. تعطي وتضحي بلا حدود ونهاية. بعيداً عن تلك الشراذم التي هانت عندها الوطنية، فالوطن بحاجة الى طاقات شبابه بكل حيويته وحركته ونشاطه لتحويلها الى قوة منتجة تشارك في رسم طريق المستقبل وتجنيب الوطن من الخطر والفوضى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى