كتاب واصل

” من هو رمضان “

مقال
الكاتب _ عبدالله الحارثي

الحمدلله على نعمه ظاهرة وباطنه ، تبقى اربعةعشر يوما ويمر بنا شهر رمضان ،شهر الصوم ،طريق الجنان ،شهرالقرآن أفضل شهرفي العام على الاطلاق،توعد الله سبحانه للصائمين والقائمين فيه بالغفران ، والتجاوز عن ماجرى وكان وتعهد سبحانه بجزيل الثواب للصائمين حيث قال سبحانه : ” الصوم لي وانا اجزي به ” ولا احد يعلم ماهو الاجر !!!
هل هو مغفرة جميع الذنوب ، أومجازاة الصائم بكرمه وإحسانه بالدرجات العلا في الجنه .

ربما يسأل سائل لماذا يعطى هذا الشهر كل هذا الاهتمام والافضليه عن بقية الشهور ؟!
اولا : شهر رمضان صيامه وقيامه ، تفتح به الأنفس مع الله صفحة جديدة ناصعة البياض ، خالية من الذنوب ، قال رسولنا الكريم عليه أزكى الصلاة واتم التسليم : ” من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفرله ماتقدم من ذنبه ” وقال :” من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفرله ماتقدم من ذنبه ”
بمعنى إن أي مؤمن محتسب الاجر بدون كلل اوملل سيغفر ذنبه ، والصوم هنا ليس عن الطعام والشراب فقط ، لكن يحب أن يكون هناك صيام الجوارح عن ماحرم الله مثل الغيبه والنميمه والكذب ،قال صلى الله عليه وسلم :”من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه ان يدع طعامه وشرابه “.

ثانيا : يجب ان يبحث المسلم في شهررمضان عن المغفره والحديث بمامعناه ، عندما صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر قال :” آمين آمين آمين قيل يارسول الله انك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين قال ان جبريل اتاني فقال من ادرك شهررمضان ولم يغفر له فدخل النار فابعده الله قل آمين فقلت امين ، ومن ادرك ابويه اواحدهما ولم يبرهما فمات فدخل النار فابعده الله قل آمين فقلت آمين ، ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فابعده الله قل آمين فقلت آمين ” حديث حسن صحيح رواه ابن خزيمه وابن جبان وصححه الالباني .
يتضح من ذالك خطورة التهاون وعدم الحرص على نيل المغفره في هذا الشهر .

ثالثا : شهررمضان به ليله خير من الف شهر وهي ليلة القدر اي مايعادل عبادة ثلاثة وثمانون سنه وثلاثة اشهر .

رابعا : قراة القران فيها الاجر مضاعف ، وحتى تقوم بواجبات شهررمضان كماينبغى ، لابد تستعدمن الان بعقد النية على الصيام والقيام في شهر رمضان ايمانا واحتسابا ، حتى لو ماادركت الشهر كتب لك الاجر، قال صلى الله عليه وسلم ” انماالاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى ” . يجب ان يهيء المسلم نفسه من الان ،وذلك بالاستماع للمحاضرات ،وحضور الدروس الخاصه برمضان ، لرفع الدرجه الايمانيه لديه ، حتى يصل ايمانه لمبتغاه ، لان الايمان هو الوقود الذي يجعلك تجتهد في العبادة في هذا الشهر الكريم مثل وقود السيارة
الذي يساعدها على السير فكذلك الايمان يدفع النفس للعمل
والحرص على التزود بالطاعات .

خامسا : ان تعمل تحدي مع النفس ، حيث ان الشياطين تصفد في رمضان ، وتبقى النفس الامارة بالسوء ، والتحدي يكون أن تتعهد بأن لا تفوتك تكبيرة الإحرام في المسجد وجميل لوأكملت أربعين يوم ، تبدا قبل الشهر بعشرة ايام مثلا لتنال الأ جر كما ورد في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام : ” من ادرك تكبيرة الاحرام مع الإ مام أربعين يوما كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من الشرك والنفاق ” .

سادسا : اذا كنت من الذين يسمع الاغاني والموسيقى ،فيجب عليك احتراما لشهر القران ، أن تقلع عنها نهائيا ، فلربما تتركها لله ويعوضك خيرا منها ، في الحديث : ” من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ” . وحتى لاتجرح الصيام ، وتضاعف الايمان لديك ، ابتعد عن المسلسلات التي يعرض بها نساء لعل الله يشملك برحمته ، ويجعلك من المتقين قال سبحانه (ياايها الذين امنو كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) .

سابعا : يجب أن تعلم ان إدراكك لهذا الشهر ، هو منة من الله وفضل ، وفرصه من الخالق لك ، حتى تجتهد فيه هذا، وتخلص له في العبادة حتى تشملك الرحمة ، فلربما لا تدرك هذا الشهر سنوات اخرى ،ويكون الشهر آخر رمضان تدركه .
فلا يمر عليك مرور الكرام ، فكم من صديق أ وقريب كان معنا العام الماضي ، وفقدناه هذا العام .

ختاما : عليك استقبال هذا الشهر استقبال الحبيب الذي طال غيابه وزاد شوقه ، واجتهد فيه بالعباده اجتهاد مودع.
اللهم بلغنا شهر رمضان وتقبل اعمالنا الصالحة فيه واعده علينا اعوام عديدة وأزمنة مديدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى