كتاب واصل

فاجعة جازان ووقفة ابنائها الشجعان

 

    ويعود مستشفى جازان العام إلى الساحة مرة أخرى بكوارثه وأخطائه, فمن كارثة رهام الحكمي والتي نقل إلى جسدها الهزيل آنذاك دم ملوث بفيروس الإيدز, إلى كارثة

IMG-20151226-WA0041
 

الكاتب المميز : ” هادي عبدالله حكمي “

 

أخرى, جريمة قتل لطفل رضيع أعطي حقنة لمضاد حيوي قوية لم يحتملها جسده الصغير, إضافة إلى تلك المريضة التي أصيبت بشلل في ساقيها نتيجة تشخيص خاطئ, وها هو الألم يعود وينكأ الجرح من جديد من نفس المستشفى, ولكن هذه المرة أشد ألماً وبشاعة, قتل ل (25) مريضا وإصابة أكثر من (120) آخرين بعضهم أدخل للعناية المركزة لهول الجراح, جميعهم ضحايا لحريق فجع لهوله وفضاعته شعب المملكة كافة, والسبب مصالح أناس وإهمال متعمد وتجاهل تام لكل التحذيرات.

      مستشفى حكومي كلف الدولة الملايين إلا أنه يفتقر لأهم أعمدته وأركانه ألا وهي وسائل السلامة, وتظهر في مبناه الأخطاء الفنية من حيث الإنشاء, تحذيرات من أهل الاختصاص وأمور عاجلة بحاجة إلى إصلاح قبل تسليم المشروع, إلا أنها جميعا قوبلت بالتجاهل و(التطنيش), وهو الشيء الذي اعتادت عليه منطقتنا من قبل بعض مسؤوليها.

     أثناء الكارثة فوجئ المرضى والمنقذين بهول المصيبة وازدادت بشاعة عندما شوهدت أبواب الطوارئ موصدة بالسلاسل والأقفال, كما فوجئوا بانعدام مولدات كهرباء احتياطية, وخلو المستشفى من طفايات الحريق, قصص مبكية جرت أحداثها في ممرات المستشفى وداخل غرفه وأمام ساحاته, أبطالها مرضى أتو بحثا عن العلاج لكنهم ما بين مفارق للحياة  وبين جريح ومصاب ومفجوع ما زالت ذكرى كلمات قريب له، رحل مع الكارثة، لم تفارق خياله.

مسلسلنا مستمر ولن يتوقف دامت القلوب والعقول معلقة بجمع المال واستغلال المناصب. ربما انتهت أحداث الكارثة عند لجنة عاجلة كونت للتحقيق في ملابسات القضية, فهل سنسمع بما يخفف بعضا من آلام المفجوعين والمصابين؟ أم سيتهم بالقضية (القدر)؟ أم أنه سيتهم بها شخص ضعيف كما أتهم الفني في كارثة رهام وترك أصحاب العضلات؟

ومضة:

هذه الكارثة أظهرت لنا أعمالا بطولية قام بها أبناء المنطقة من شباب وشابات ضحوا بأنفسهم تلبية لإنسانيتهم, عمليات إنقاذ حدّت من هول المصيبة فلربما الشهداء كانوا الآن بالعشرات. فشكرا لهم من القلب وعند الله لهم جزيل الأجر والثواب, وهذه منطقتنا وهؤلاء أبناؤنا واخوتنا وبناتنا كما عهدناهم يدا واحدة عند المحن, ويدا رادعة لكل من أراد بوطننا المعطاء الشر والفتن, وبين أضلاعهم بحر ولاء لا ينضب لقادة هذا الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى