عجز الأطباء عن علاجها فكانت المعجزة! !!!!

عجز الأطباء عن علاجها فكانت المعجزة! !!!!
في انشغال الانسان بأمور حياته ، يحتاج لمن يقول له قف مكانك ، وراقب حولك ، وانتبه لتصرفاتك ، ولا يكون ذلك إلا بأن يصدق كل منا مع نفسه ، ويحاسبها ، ويلزمها الطريق الصحيح ، ويبعدها عن طرق الضلال ، ولهذا كان في شرع ربنا
سبحانه ، مواسم الخيرات ، يعيش الإنسان معها لحظات
يجدها من اجمل ايام حياته ، ولو كان فيها مشقة وتعب
فكان شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، جاء ليبشرنا بفتح أبواب الجنان
وغلق أبواب النيران ، ولقاء الواحد الديان ، وفي وجه آخر
جاء رمضان معاتبا لمن أشغل نفسه بالتجهيز له بأنواع المأكولات والمشروبات ، جاء معاتبا لمن جهز قنواته لبث السموم وقتل الغيرة والحياء ، جاء معاتبا لأمة المليار التي أصابها الوهن واستضعفها العدو ، جاء رمضان ليخبرنا بأن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله هو المنقذ للإنسانية في كل الإرجاء، جاء رمضان ليقول للمظلوم والسجين والمهموم والمحزون والمديون والمريض أن هناك لحظة لقاء مع الملك
لحظة أنس مع اللطيف البر الرحيم ، تلك هي لحظة الإفطار والتي نسيها كثير من الناس ، فكم عندنا من اناس مهمومين ومرضى فلنجربها ثقة في الله ،وفي كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام .
يخبرني أحدهم أن رجلا ابتلاه الله بمرض ابنته وعجزالاطباء
في علاجها ، يقول : تعبت كثيرا ، واحسست بأن ابنتي
بدأت تذبل زهرتها ، وتفقد رحيقها وبريقها ، فتيقنت حينها
أن الشفاء من عند الله ، ومع قدوم شهر البركة، تذكرت أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد ، فأخذت على نفسي عهد أن
أدعو لها كل يوم عند الإفطار ، والح على الله بالدعاء ، يقول
والله ثم والله ما أن أوشك الشهر على الانقضاء ، إلا وييسر لي الرحيم سبحانه ، زيارة قريب لنا ، فارشدني على طبيب في مستوصف خاص ، واخبرني بأنه طبيب متميز جدا ، ذهبت إليه ، وكانت المفاجأة ، أن الطبيب كان من زملائي ايام الدراسة ، وافترقنا من أيام الثانوي ، كشف عليها ، وعمل لها فحوصات كاملة ، وتبين من التحاليل انه فيروس ، واعطاني علاج خاص له ، وبفضل الله ، اقبل العيد وكان عيدين ”
عيد رؤية وردتي تتفتح من جديد ، وعيد الفطر المبارك .
يقول: بعدها صرت اذا أصبت بمكروه أذكر نفسي بالساعة المستجابة ، فادعى الله بصدق ، وكنت أرى أثر الدعاء .
قلت صدقت فيما قلت الم تسمع قوله تعالى :” ادعوني
استجب لكم ” ،وحديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي بشر نا به وهو “ان للصائم عند فطره دعوة لا ترد ” .
نعم والله أننا في حاجة لغسل قلوبنا ولنمحي ذنوبنا ، نعم والله أننا في حاجة لتصفى النفوس ، وتطمئن القلوب ، والله أننا في حاجة لنرتقي عن التفاهات والانشغال بالترهات .
والله أننا في حاجة لرمضان ليحسسنا بوخزالضمير كيف لا وكتاب ربنا غطاه الغبار ، فلا تجد من يزيح عنه عش العنكبوت
الذي لا يأتي إلا للمكان المهجور ، وصدق ربي حين قال :
” ويارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ” نعم القرآن ، حياة القلوب وانسها ، والمنقذللانسانية من التشتت والضياع الذي تعيشه ، والموصل إلى الطريق الصحيح .
كيف لا نشعر بوخزالضمير ، وأخواننا الفقراء نسيناهم حتى ماتوا في العراء ، كيف لا نشعر بوخزالضمير وكثير من الناس نسيناه في زحمة الحياة ومشاغلها ، حقوق وواحبات للجار القريب ،والجار المجاور للدار ، حقوق الوالدين ، حقوق الزوجة والأولاد والارحام.
جاء ليذكرننا بإخواننا المهجرين والمطرودين في فلسطين المنكوبة وسوريا الجريحة والعراق المنهك ، واليمن الحزين ، وليبيا المفككة ، وافريقيا المدمرة .يسالنا عن عام مضى ، كم جمعنا فيه من الحسنات ، وكم اكتسبنا فيه من السيئات .
نحن في حاجة إلى رمضان ، لجمع الكلمة ، ونبذ الفرقة
وإعادة بناء الأمة من جديد ، لأننا مسؤولين عن انقاذالبشرية
المنهكة ، والخائفة، والمضطربة .
رمضان شهرالرحمة والعفو والغفران ، فنعفو عمن ظلمنا ونعتذر ممن اخطأنا في حقه .
شهر القوة والحسم ، وذكريات غزوة بدر ، وعصر الفتوحات الإسلامية ، جاء ليذكرنا تاريخ أمتنا المجيد ، وعصر الصحابة المشرق ، نحن في حاجة له لنعيد لانفسنا بهجتها ، ولحياتنا قيمتها ، و لعلاقاتنا أهميتها.
كم من انفس تشتكي من الكآبة، وكم من أناس أصبحت حياتهم جحيما لا يطاق ، تراه يبتسم وفي قلبه بركان من الهموم والأحزان ، وكم من أقارب وأصدقاء وجيران تباغضوا وتدابروا وتناسى الجميع وصية نببهم الكريم حينما قال “: لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ”
وصدق الشاعر وهو يصف حالنا :
جار الزمان عليهم فى تقلبهم
حتى تبدلت الأخلاق والشيم
دبَّ التباغض يمشى في أحشائهم مرضا
به انبرت أعظمٌ منهم وجَفَّ دم
فأصبح الذل يمشى بين أظهرهم
مشى الأمير وهم من حوله خدم
جاء رمضان ليخاطب الروح قبل الجسد ، ليخبرنا أننا أبناء آدم وحواء ” كلكم لآدم وآدم من تراب ”
نحن في حاجة لرمضان ليخرج الأمة من مستنقع الطائفية والعنصرية والقبلية ،إلى رياض الإخوة في الله ، وإحساس الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالسهر والحمى ”
جاء رمضان ليوجهنا إلى عبادة الله وحده لا شريك ، ونبذ البدع والخرافات ، وتعميق الإيمان في قلوب أبناءه .
نحن في حاجة لرمضان ليسعد البشرية جمعاء ، ويحميهم من أدعياء الإنسانية ، ويحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم ، ويبعد عنهم
المخاوف من المستقبل ، ويخرجهم من دائرة الوهن والضعف.
جاء رمضان يخبرنا أن هناك جنة عالية قطوفها دانية فيها مالا
عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، مهرها غالي وايضا هناك نار حامية ، لاتبقي ولا تذر ، لوحة للبشر عليها تسعة عشر .
وأقبل رمضان ليعطينا دروسا في الأمانة والوفاء والحب والإخلاص ، فمن مدرسته نتعلم الصبر والجد والاجتهاد .
رمضان صديق من لا صديق له ، وبيت من لا بيت له
ووطن من لا وطن له ، وأهل من لا أهل له .
جئت رمضان لتقول للإنسان لا تنسى اخوك الانسان
“كان عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود مايكون
في رمضان” .جئت يا رمضان لتقول للإنسان لا تؤذي اخوك الانسان ” فإن سابه أحد فليقل اني امروء صائم ”
جئت يارمضان لتقول للإنسانية جمعاء هذا وقت اللقاء برب
الأرض والسماء فمن صيام إلى قيام ومن ذكر إلى دعاء
تتنوع فيه البساتين الجميلة ، فاختر ماتشاء .
جاء رمضان في رسالة عالمية ، لكل الأنظمة العربية ، أن
قوتكم باجتماعكم، وضعفكم بتفرقكم، ولن يخرجكم مما انتم فيه من ذل وهوان ، وفرقة ودمار ، إلا بإتباع سيرة الأبطال
من محمد وأصحابه الأطهار ، وحينها ستكون الغلبة لكم ، والويل والثبور لمن خالفكم .
وختاما أيها الاحبة ، هذا رمضان اقبل ، فكيف سيكون
استقبالنا له ، وهل سيغادرنا ، وهو حزين ، أم سيكون
ضيف الرحمن فرحا مسرورا .