استبشر الناس بموتة قبل وفاتة

عندما أحس بدنوأجله، واقتراب نهايته ، أرسل إلى إخوته ليوصيهم على أبناءه ، ويوجه لهم بعض النصائح التي تنفعهم في حياتهم ، والعجيب أن هناك من استبشروفرح بخير وفاته ، بل وكان من المترقبين لإعلان رحيله ، ومنهم من حزن لفراقه ، ودمعت عينيه وهو يتذكر أيامه ولياليه ، بكى عليه لأنه كان مؤثرا وله مكانة بين أقرانه ، والبعض الآخر رمى بكلمة لم يسمعه أحد فقال ” الدور على إخوته الآخرين” ، وهناك من أدار ظهره له ، ولم يكترث بخبر وفاته .
أتدرون من هو الميت الذي نتكلم عنه ، أنه الاسبوع الاخير قبيل الاختبارات ، وهل صحيح أنه مات ؟!
وهل موته بفعل فاعل أم قضاء وقدر ؟!
ومن المتسبب في وفاته ؟!
وهل موته يتحقق منه أهداف سامية ونبيلة ، أم أنه سيكون له نتائج عكسية على الفرد والمجتمع بأسرة ؟ !
أسئلة كثير تدور في مخيلة الكثيرمنا ، فاما البعض من المربين، فيرون أن اللفظ لايصح ، ويؤثر على الحياة البشرية جمعاء ، ويتخوفون من امتداده لنرى أسبوع ميت عند العاملين في القطاعات الأخرى ، ومنهم من يطلب تغييره في اللفظ بأن يطلق عليه أسبوع التجهيز ، أسبوع المراجعة كما كان يطلق عليه سابقا وتوجه قنوات الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة لبيان أهمية استغلال الوقت بماينفع ، وبث برامج تعليمية هادفة تقوم بتحفيزالطلاب للمثابرة ، وتحقيق النجاح.
وآخرين يرفضون تسميته جملة وتفصيلا ، ويرون انه سبب للفوضى وأشغال الناس ، وانتشار الشباب في كل مكان ، وهو سبب لفشوالجريمة ، وانتشار المخدرات وترويجها.
وطائفة ترى أن السبب في ذلك يرجع للمعلم ، وهو المتهم الأول ، فيجب أن يحاسب على انتهاء المنهج قبل الاختبارات ، وتحريضه للطلاب بالغياب في هذا الاسبوع .
ويرد عليه البعض فيقول حرام عليكم المعلم سنة كاملة بين سندان الوزارة ومطرقة الإدارة، فمن منهج إلى تحضير ثم انتظار وإشراف وحصص لاتقل عن 20 حصة ، غير البحوث ، والوسائل ، ومتابعة الطلاب في واجباتهم وريادة الفصل ، وحصص الانتظار ، وتكدس الفصول فوق الثلاثين طالب،وكل ذلك أفلا يستحق الراحة ، أليس المعلم انسان .
وهناك من يلوم الأسرة والمجتمع ، فيقول الأسرة أعطيت ، هذا الأسبوع ليكونوا مع أبناءهم ، ويتابعوهم ، ويجلسوا معهم ويذاكروا لهم ، ولكن هناك إهمال ،ولا مبالاة وكثير من الآباء لا يدري عن ابناءه فضلا عن زوجته وبيته ، وأما المجتمع ، فحدث ولا حرج فهناك وزارة التعليم وإداراة التربيةوالتعليم وإدارات المدارس يلامون كل بحسبه ، وكل يزيد في لومه هنا وينقص هناك .
وهناك من يرى أن حبس الطالب بين أربعة جدران ، والزامهم بالحضور والانصراف ، وإغلاق الأبواب ، ومنعهم من الخروج
من المدرسة إلا بعذراواتصال بولي الأمر ، كل ذلك أخرج لنا جيلا حانقا وحاقدا ، ومضغوطا من الداخل ، ولن يكون مبدعا ، أو عنده انتماء لوطنه ، ويستدل بقول ابن الخطاب ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا” ويقول إن الزمان تغير ، وليس هناك وسائل تعطي للطالب جو دراسي جيد ، فاليوم الدراسي عند المعلمين فضلا عن الطلاب يعتبر كئيب.
وا خيرا ، اسبوعنا يموت كل عام ، فهل ياترى سيكون هناك إعادة أمل لهذا الأسبوع ؟!
أم سيكون هناك تغيير في نظام التعليم في جميع المراحل ، وهل سيكون طالب الابتدائي يحضر وقت ماشاء ، وله حق
الأنصراف متى ماشاء ؟!
سننتظر في عصر الحزم والحسم ، ونرى كيف سيكون قادم الأيام .