الفكاهة ملازمة للمجتمعات فحيثما وجدت الجماعة وجدة الفكاهة، الناس في أغلب الأحيان تتبع الظراف وتلزم مجلسه ويستنطقونه لينعموا
بحلاوة الحديث والضحك الذي يذهب الحزن فهي فن لا يجيده إلا القلائل من الناس.
جاء بالخبر أن يحيى عليه السلام لقي عيسى عليه السلام و عيسى متبسم فقال يحيى عليه السلام : ما لي أراك لاهيا كأنك آمن فقال عيسى عليه السلام : ما لي أراك عابسا
كأنك آيس ، فقالا لا نبرح حتى ينزل علينا الوحي فأوحى الله إليهما : أحبكما إلي الطلق البسام أحسنكما ظنا بي.
وأيضا” قيل بأن المسلمون قد بدأوا موضوع الفكاهة من حيث بدأت تلك المعارف فى الإسلام ولقد كان الصحابي الجليل النعيمان بن عمرو(رضي الله عنه) وهو من أهل بدر أولع الناس بالمزاح والفكاهة قال صلى الله عليه وسلم” يدخل الجنة وهو يضحك”.
وسئلوا قديما” هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قالوا: نعم والإيمان يملأ قلوبهم مثل الجبال الرواسى.
وروي عن على بن أبى طالب أنه قال:”روحوا القلوب واطلبوا لها ظرف الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان”.
وروى عن خالد بن صفوان الخطيب:”لا بأس بالمفاكهة تخرج الرجل من حالة العبوس، فكما أن الفاكهة راحة للجسم فإن المفاكهة راحة للنفس.
في العصر الحديث ظهرت دراسة أميركية تقول أن فقدان حس الفكاهة ظاهرة مرضية، قد تصيب كبار السن أسوة بسائر عوارض الشيخوخة مثل تراجع التركيز وقصور الذاكرة والوعي. وأكدت الدراسة التي أجرتها مجموعة طبية من معهد جامعة واشنطن أن قدرة كبار السن على تلمس الفكاهة والتلميحات الطريفة تتراجع بسبب الخلل الذي يصيب مراكز الحكم المنطقي في أدمغتهم.
واعتمدت الدراسة التي نشرتها مجلة المجمع الدولي لأمراض الأعصاب، على قرابة 40 عجوزاً أصحاء البنية، تفوق أعمارهم 65 عاماً، حيث طلب منهم إكمال مجموعة من القصص والتعليقات بصورة طريفة. كما توجّب عليهم اختيار الوصف الصحيح لعدد من النكات ووضع صور مضحكة لقصص كرتون وفقاً لأسوشيتد برس.
وبالمقارنة مع نتائج الراشدين الأصغر سناً، قال بروفسور الأعصاب، براين كاربنتر، الذي أشرف على الدراسة، إن البالغين الأصغر سناً تمكنوا من إطلاق جمل مضحكة أكثر بمعدل ستة في المائة من كبار السن، كما نجحوا بوضع تعليقات أكثر طرافة بمعدل 14 في المئة على صور الكرتون.
وأوضح كاربنتر هدف الدراسة بالقول: نحن لا نبحث فيما يراه الناس طريفاً، نحن ندرس مدى قابلية الأشخاص للتمتع بحس الفكاهة فهناك آليات علمية لفهم كيفية تلقى الناس للدعابة، ويبدو أن قدرة كبار السن على التعامل مع الأمور الطريفة يتراجع بسبب الخلل الذي يصيب مراكز الحكم المنطقي في أدمغتهم، لذلك تراهم يواجهون المصاعب لفهم مدلول النكتة.
لعلي أختم أحبابي القراء بهذه الفكاهة من ((خروشوف))
الزعيم السوفييتي خروشوف كان بارعاً في الفكاهة وفي إحدى زيارته إلى أميركا، قال له الرئيس كيندي متباهياً: نحن بلد ديمقراطيّ، إذ يستطيع أيّ مواطن أميركي أن يقف أمام البيت الأبيض ويصرخ: كيندي غبيّ! ولن نفعل له شيئاً. فأجاب خروشوف: ونحن كذلك فبإمكان أيّ مواطن سوفييتي أن يقف أمام الكرملين ويصرخ: كيندي غبيّ من دون خوف .