كتاب واصل

عشر ذي الحجة

الكاتبة : عائشة العتيبي
الكاتبة :
عائشة العتيبي 

لم يعد هناك أي فرصة تستحق التعويض هنا الأمر اختلف فالفرصة حضرت من رب السماوات و الأرض لتعيد لنا ما قصرنا بحقه في رمضان ، يعيد لنا فرصة ليست كالفرصة التي ذهبت بل تحمل الكثير من الأجور المضاعفة ،تخيل معي أن فرصتك بيد مخلوق أياً كانت هذه الفرصة !! قف لثواني معدودة ؛هل سيمنحك هذه الفرصة في كل مرة و بأجور كثيرة وفي أيام قليلة؟؟، لو نفرض منحك هذا فرصة !! هل ستكون لديه كما كنت لديه سابقا ولن يسئم منك في كل مرة؟؟، نعلم جميعا أننا مقصرون بل نعلم أيضاً أننا نريد الكثير ونحن لا نقدّمه له أي شيء، أبحر معي في الأجور فما تعمله في الأيام السابقة سوف يتضاعف الآن في عشر ذي حجة ، صلاتك ستحمل أجراً أكثر، وذكرك سيكون أجراً أكثر أيضاً وحتى قراءة حرفاً من القرآن سيكون أكثر أضعاف لما سبقه من الأيام الماضية، دع الدنيا قليلاً فهي لنا تذهب عنك أبداً إلا حين يأمر الله بذلك لن تزيدك أجراً ولن تطل في عمٌرك ، تفّكر معي برحمة الله و عظيم الشرف الذي نلته شهدت رمضان و الآن تشهد العشر من ذي الحجة فلله الحمد والمنه، أقبلت خير الليالي على الإطلاق فهي ذات قسم عظيم و أجر كبير حيث قال الله في محكم كتابة ( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ . وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ . وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ . هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) سورة الفجر[١-٥]، والليالي العشر مرتبطة ممتدة مع الفجر ومع الليل إذا يسر ، وكأنه امتداد مع الدهر كله ابتداءً من الفجر وامتداداً مع الليل الذي يسري في هذا الدهر كله، فهي ليالٍ معدودة لكن تحمل في طياتها الكثير من الأجور التي ربما تدخلك الجنة ، فلا نعلم أي عمل يدخلنا ولا نعلم أي أجر سوف نحظى به، دائماً نسعى لرضا الله ونعلم أننا لن ننال الخير و التوفيق إلا به ، حدثنا حبيبنا محمد أنها ليالٍ ذات خير بل العمل بها أفضل من الجهاد في سبيل لله ،فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].

يُسن في هذه الليالي الإكثار من ذكر لله و الاجتهاد بالعبادات التي تقربنا إليه من الأقوال والأفعال ؛فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.، ولابد أن نعلم أننا مقصرون مهما عملنا فأجعل الاستغفار أول الأبواب التي تستقبل فيها هذه العشر المباركة.

عائشة العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى