كتاب واصل

“شهيد الواجب والنفوس الحاقدة”

في مدينتي الجميلة وفي ليلة من لياليها الحميمة تقابل الابن مع والده وقبله مودعاً له وكأنها القبلة الأخيرة .
عوض المالكي خرج من منزله متجها لخدمة دينه ووطنه وما توقع أن يد الغدر تنتظره بالخارج .
وقف في مكان عمله يراقب من كلف بمتابعته .
وماهي إلا لحظات وإذا بالخائن للوطن ومعه المجموعة الضالة يقبلون عليه وهو في سيارته ويطلقون عليه الرصاص ثم يرمونه أرضا ويهربون بالسيارة ويكملون مسيرة العدوان ولكن الله لهم بالمرصاد فكانت النهاية لهم قاسية بفضل الله ثم بفضل الجنود البواسل وحماة الوطن .
عوض المالكي رجل خدم في وزارة الداخلية أكثر من 31 سنة
والده كبير بالسن وأمه كذلك فياترى كيف كان وقع الخبر على والديه والله المستعان ، يقول والده عند التأكد من  الخبر لم
اتمالك نفسي وسقطت وأمه نقلت للمستشفى لتعرضها لغيبوبة .

42
المستشار عبدالله الحارثي مدير التحرير بمحافظة الطائف

لديه زوجتان أحدا هما حامل ولديه خمسة من الأبناء وأربع بنات .
تلك هي قصة عوض بن سراج المالكي ، ترك خلفه صبية
يبكون عليه وفراغ كبير عند أمه وأبيه .
الأب والام والأسرة بأكملها تبكي وتتالم وكل يقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
طفل ما يزال في بطن أمه سيخرج للدنيا ويسأل عن أبوه
امي أين أبي ؟!
امي هل والدي مسافر ومتى سيعود ؟!
امي أريد أن أراه ويضمني إليه ؟!
امي من يسجلني بالمدرسة اذا كبرت ؟!
أسئلة كثير تدور في مخيلة ذلك الطفل اليتيم قبل ولادته .
ولعلي أقف وقفات مع الحادثة
إلى متى ونحن نرى شبابنا يخرجون لأماكن الصراع بلا رقيب ولا حسيب ؟!
من المسؤول عن تعبئة عقولهم ؟!!
من المسؤول عن هروبهم عنا وخروجهم من بلادنا ؟!
أين دور الأسرة وخصوصا الوالدان ؟!
أين دور المعلمين والمعلمات والدعاة والمفكرين والقنوات
في توجيه شبابنا وبناتنا إلى الطريق الصحيح طريق محمد عليه الصلاة والسلام ؟!
هل كتب علينا أن نمشي في الأسواق ونحن نتحسس قنبلة مزروعة هنا أوهناك كما يحدث في بلدان مجاورة لنا ؟!
في يوم الحادث ارسلت ابني سلمان إلى برج العبيكان ليعيد بعض الملابس ، فتفاجأ ت باتصاله وهو يقول :” ابوي فيه شي غريب على غير العادة ، قلت له : وش فيه ؟
قال : الشوارع مافيها زحمة والطريق فاضي والسوق مافيه إلا القليل من الناس .
توقفت لحظات أتأمل كلمات ولدي الغالي وقلت في نفسي :
هل يعقل ما يحدث وهل ستكون بلادي كغيرها مكان غيرآمن
وهل سيخرج الواحد منا وهو يحمل سلاحه ليدفع عن نفسه
الصائل ، وهل …وهل….وهل…..؟!
أسئلة كثيرة يجب على الجميع بلا استثناء الوقوف جنبا إلى جنب ومحاولة معرفة الخلل وسبب المشكلة والبحث عن طرق للعلاج كل بحسبه وحسب مسؤوليته ومكانته.
إن بلادنا موجه لها العدو سهامه والكل يعلم ماقاله سادات ايران بعد عاصفة الحزم بأن الحرب ستكون داخل السعودية
ان على كل مواطن محب لبلده وفي عنقه بيعة لولاة الأمر
أن يكون العين الساهرة لحماية وطنه .
كلما أعود لأسرة عوض سراج المالكي وهم يفطرون بدونه
وكل منهم يتساءل ماذنب ابونا ؟!
هل قتل أحد أو سرق أو هرب مخدرات ؟@
هل رمى براميل متفجرة كما يفعل طاغية سوريا ؟!
هل حارب الإنسانية كما تفعله دول 5×1 ؟!
هل احتل دولة أخرى كما يفعله اليهود بفلسطين ؟!
تسأل ابنته الصغرى أمها :” ملابس ابوي عند الخياط من
يجيبها ” ملابسي طويلة من يرجعها للمحل؟ !
إخواني بيروحون يصلوا في المسجد البعيد من يوديهم؟!
قصة مأساة أسرة بسبب عقول منحرفة وأفكار ضالة
نظرت للاسلام من زاوية القتل والتفجير ولم تنظر له من زاوية الخير والسلام والحب والوئام ، انفس متعطشة للدماء لأن مافيه دم ، تعلمت في كهوف مظلمة ، نفوسهم حاقدة
يريدون رفع راية لاإله إلا الله بقلوب سوداء  وما علموا أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال لكارثة قريش عندما فتح الله عليه مكة :” اذهبوا انتم الطلقاء ” تجاهلوا :” من دخل بيت ابوسفيان فهو آمن ” نسيوا :” من أغلق بابه على نفسه فهو آمن ” ثم ليسأل كل واحد ممن يبايع البغدادي ، هل ما يحدث من قتل وسفك للدماء وانتهاك للاعراض وقتل وتشريد مئات أهل السنة من الانبار وتكريت والموصل هل هو عمل محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
هل إدخال الرعب في قلوب الناس واغتصاب أراضيهم ومنازلهم واخراجهم من بيوتهم من الجهاد الذي حث عليه ديننا الحنيف ؟!
والله ان الخطب جلل والمؤامرة اتضحت معالمها في خطة تنفذ بنودها ” امريكا “لتفريق وحدتنا وتمزيق شملنا .
ولعلي أختم بكلام جميل في كتاب ” القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى ” للشيخ الدكتور سفر الحوالي حيث يقول :
” بعد حرب العراق هناك حرب سوريا ، وفي أثناءها سيكون هناك هجمات على بلاد الحرمين لتفريق شملهم وزعزعة أمنهم
ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره فما يخططون له لن يتم لأن الشعب سيقف صفا واحدا بكافة فئاته وجميع طبقاته في
وجه الخائن والعدو المتربص وبإذن الله تعود اللحمة الوطنية اللي تكلم عنها الكثير …..أو كما قال بتصرف ” .
وأنا أقول كما قال الله تعالى :” يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى