كتاب واصل
في وطني الكبير :” طفل يسقط ميتا ومسؤول لا يحرك ساكنا “
هكذا نحن نبكي قبل ونموت بعد
هكذا نحن في بلادي نتالم قبل ونؤلم بعد
هكذا نحن في كل القطاعات الحكومية أرواح تزهق ونفس تتلوى من الالم وعيون حائرة ولا مجيب .
عندما تخاطب مسؤول عن خلل في إدارته تجد التهم
تتوجه لك والألقاب السيئة تنهال عليك وكأنك المتهم الوحيد وفي الجانب الآخر وفي موقع الجريمة تجد من يبرر لذلك الجرم العظيم بأنه خطأ وجل من لا يخطئ.
هنا في بلادي تتكلم عن قضية تؤرق الناس ومشغلتهم
وتحاكي معاناتهم فيأتي لك من يعاقبك على كلامك
ويوجه لك النقد اللاذع ويجعلك في ميزان العدو الذي يريد إثارة الفتنة والقلاقل في البلاد .
هنا في بلادي تعود للماضي وتحاول استخراج الأخطاء
ومحاولة تلافيها مستقبلا وتبين خطورة الاستمرار على نفس النهج فإذا بك تحال للتحقيق وتتهم بأنك مثير للفتنة وإنسان مراوغ وكاذب ومنافق.
جاء الأمر لنبينا عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى :” فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين ”
فيخرج على قومه لينذرهم ويحذرهم ويرشدهم فماذا كان جواب أقرب قريب له أبو لهب :” تبا لك الهذا جمعتنا ”
وبدأت التهم بعدها تنهال عليه لأن الإعلام آنذاك مع ابولهب وزمرته ، فقالوا عنه كذاب وهوالصادق الأمين وقالوا عنه مجنون وهو الذي لم يعرف عنه إلا العقل والحكمة والاتزان وقالوا عنه ساحر وهو صاحب الكلام البليغ والمهذب .
وهكذا قبله الأنبياء والرسل لما عجزوا عن تلفيق التهم بهم نادى العاجزون والمنافقين بقولهم :” حرقوه وانصروا
آلهتكم ”
ولما لم تصدق دعواهم واتهاماتهم لرسولنا عليه الصلاة والسلام بدأوا يحيكون به المؤامرات ويعقدون المؤتمر ات
لقتله وإخفاء معالم الجريمة ولكن الله لهم بالمرصاد .
وحاصروه وحرموه من كل مقومات الحياة واخرجوه من منزله ودياره والبوا عليه الأعداء وتجمعوا لقتاله والقضاء عليه وعلى أتباعه ، ولكن الله معه ، ومن كان الله معه فلايخاف بخسا ولا هضما .
هنا في وطني الكبير يشار للمقتول بالاتهام لأنه هو السبب
في قتل نفسه ، فكيف يأتي يطلب ماليس له ؟!
