افتتاح ملتقى التدريب التربوي الخليجي الأول بعنوان “التدريب التربوي بناء وحضارة ”(صور)
واصل – عبدالرحمن جبران :
افتتح بالكويت ملتقى التدريب التربوي الخليجي الأول بعنوان “التدريب التربوي بناء وحضارة ” والذي يستمر لمدة أربعة أيام في فندق كراون بلازا بالكويت بمشاركة أكثر من 40 مدربا ومدربه وبحضور أكاديميين ومفكرين تربويين من مختلف دول الخليج.
وبدأت فعاليات الملتقى بكلمة افتتاحية للمشرف العام على الملتقى الدكتور عيسى بن حميد الشمري والذي أوضح أن الملتقى يتضمن عدة محاور رئيسية ويهدف لنشر الوعي بالتدريب التربوي بين القطاعات التدريبية والتربوية في دول الخليج من أجل اكتساب مهارات الجودة التربوية والتحفيز التربوي وطرق غرسها في بناء الجيل.
ولفت الشمري من خلال كلمته إلى أن تبادل التجارب والخبرات التربوية الناجحة في دول الخليج والاستفادة منها من خلال الملتقى سيحدث تغييرا تربويا هادفا لرفع مستوى الأداء وتقليل الأخطاء وزيادة الإنتاجية والإتقان وتحسين مستوى أداء العاملين بالمجال التربوي بمختلف مستوياتهم ومسؤولياتهم .
من جهته ألقى استاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور عويد المشعان كلمة بعنوان ” أهمية التربية والتنشئة الاجتماعية لدى الشباب” أوضح فيها أن التنشئة الاجتماعية في مرحلة الطفولة على درجة كبيرة من الأهمية للفرد وللمجتمع ، ففيها يتم رسم ملامح شخصيته وتتشكل عاداته واتجاهاته وقيمه وتنمو ميوله واستعداداته وتتفتح قدراته وتتكون مهاراته وتكتسب أنماطه السلوكية وخلالها يتجدد مسار نموه العقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني.
وذكر المشعان أن للتربية دور في غرس مفهوم الحوار لدى الشباب بالوقت الحاضر، بسبب طبيعة العصر الذي نعيشه والذي كثرت فيه مخاطر الغزو الفكري والثقافي وتنوعت فيه سلبيات التقنية الحديثة والاتصالات، مؤكدا انتشار وسائل الفساد وانقلاب الموازين واختلاف القيم ومعايير السلوك.
وشدد على أهمية تربية الأبناء بشكل صحيح والقيام بواجب التنشئة الاجتماعية الإيجابية والعمل على صيانة فطرتهم عن الانحراف والتطرف الفكري.
وبيّن المشعان أن اتّباع أساليب التربية الخاطئة والحرمان العاطفي والرفض والاهمال والقسوة والتوبيخ والسخرية وعدم إشباع الحاجات الاساسية ينجم عنها العديد من الأمراض الاجتماعية كالمخدرات والتطرف والعنف والعدوان والجنس الثالث والبويات وغيرها من الانحرافات الاجتماعية.
ومن جانبه ألقى المحلل النفسي المتخصص بالدراسات والقضايا الاسرية والمجتمعية في المملكة العربية السعودية الدكتور هاني الغامدي كلمة بعنوان “أهمية التدريب التربوي ” أوضح فيها أن التدريب اليوم تلوث ببعض من أساء له وشوّه صورته وهدفه وبات مهنة منقوصة لدى البعض تقوم على الكسب المادي ، معتبرا أن التربية أصبحت أمرا لا يرى منه إلا أطرافه بين تزاحم التطاول السلوكي والبصري على الفضائيات وذلك “التسونامي” الكبير من خلال ” السوشيال ميديا” فأصبح المربي يقاوم المناهضة لما يراه ويسمعه من المتلقين وكأنه يعيش في زاوية لا تقدر ولا تعتبر لمكانته أو رأيه أو توجيهه.
وأكّد الدكتور هاني أن التربية اليوم أصبحت تحتاج إلى تدريب وأيضا أصبح التدريب يحتاج إلى إعادة تربية، معربا عن أمله بأن ينجح الملتقى بالخروج بميثاق يحدد المفهوم الخاص بمعنى التدريب التربوي، وأيضا تحديد الصفات اللازمة لمعنى التدريب بمفهومه الصحيح ونسق التربية بهيكلها المطلوب.
وشدّد على أن التدريب يجب أن يكون محتواه خليطا من عدة عناصر تدخل في تركيبته منها مفاهيم الانتمائية وحب الوطن وشرح النصوص التي تحدد المسار الحقيقي للشرع حسب الموقف وأيضا الأسلوب والطريقة التي تتناسب مع المتلقي حسب بيئته.
وبيّن الدكتور هاني أن زرع الفكرة في عقل النشء والشباب لا يستطيعها إلا مدرب مربي محترف يعتمد على ملامسة كافة مسارات الفكر والنفس والعقل والروح لدى المتلقي لكي يصل في هذا الزمن الصعب إلى المعادلة المثلى للتأثير.