اهم الاخبارتحقيقات صحفية

الجميع يتبرأ و يخلي مسؤوليته من سقوط مظلة ثانوية العريش بمنطقة عسير ..ووالد الضحية ” فاطمة ” يطالب بمحاسبة المتسبب (فيديو )

 

عسير – واصل – عبدالرحمن جبران  – عبدالله الحارثي :

في حادثة مفجعة استيقظ أولياء الأمور في تمام الساعة العاشرة صباحا كما تناقلته وسائل الاعلام على اتصالات من ثانوية الريش ،  ومن بينهم والد الطالبة “فاطمة ” والذي تفاجأ بخبر سقوط المظلة ، والتي فاقدة لجميع مقومات السلامة كما هو مذكور في تقرير قناة روتانا خليجية .

وقف الأب مدهوشا مفجوعا من هول الخبر ، وتساءل في نفسه ” هل فاطمة ماتت ، خلاص بنتي ماعاد بترجع  اليوم ، استيقظت الأم على بكاءه فأخبرها  أن صديق له مات في حادث حتى لا يخيفها .

دخل والدها غرفة ابنته الحبيبه ،  ونظر لملابسها وحاجياتها ، وانكب عليها يشمها ويبكي ولسان حاله : ابنتي فاطمة  ، سامحيني يا بنتي لقد تركتك  في تلك المدرسة التي كنت تخافين منها ، وكأنك كنت تشعرين بدنو أجلك وقرب رحيلك  ، رحمك الله يا غالية “

اتصل عم الطالبة المتوفاة “فاطمة “الاستاذ”على عواض عسيري ”  بصحيفتكم واصل ، وأرسل لنا رسائل خاصة لطالبات  ، سلمهن الله من الموت ، وكن في قلب الحدث ، والتي تحتفظ واصل بصور بعض  الرسائل ولعلي لا اطيل عليكم ، واليكم اول رسالة :-

بقلم “شهد بنت علي عواض العسيري ” تقول :-

كانت كحادثة الحرم المكي نعم وأنا أشاهدها عبر التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن هذه المره كنت من ضمن من حصلت لهم الحادثة وكانت من ضمن الوفيات ابنت عمي”فاطمة ابراهيم عواض”وكان من ضمن المصابات زميلاتي “رهف وعبير وغادة وابتهاج “لقد فرحت كثيرا لأن الله انجاني ، ولكن حزنت كثيرا بما حل بهن .

كانت أمام عيني تضحك ، وفي لحظات أصبحت ابكي لأجلها ، تحول الحال في دقائق وكأنه حلم ، ولكن لانستطيع إلا ان أقول الحمدالله على كل حال رحمك الله يا روحا تمنيت بقاءها ، و أصبحت اليوم شهيدة علم نفتخر بها.

ولكن لن أسكت على ماحصل وسوف أتحدث بكل مارأيته أمام عيني ، أنا إحدى تلك الضحايا اللي وقعت علينا المظلة و سوف أتحدث بكل شي ولن أخاف من أحد .

نعم سحبنا من فصولنا لأداء اختبار الرياضيات وكان تحسين وكان بعض الطالبات مظلومات ، ومنهن من لا تريد التحسين ، وانا منهم واجبرنا على النزول لأدائه ، استلمت الورق وبدأ الصوت كل مره نسمع صوت ولكن ليس كهذه المره كان قريب منا وقوي جدا ، احسسنا بالخوف ولأول مره لم احس بأمان ، تحدثنا وصحنا ولكن ليس هناك من مجيب .

فكان ردهم لنا “انتم مدلعات اكملو الاختبار ” خاطرو بأرواحنا وكانو على علم بأن المظله ليس بها امان ، وأنها سوف تسقط في اي لحظه ، وكانو يعلمن بها ووضعونا تحتها ، لقد كأنت ممتلئة بالماء ، ولم أعلم أنها سوف تتملي دماء .

سكت الصوت فجأه إلا وبها السماء فوقنا ، سقطت المظله  على رؤوس الأبرياء ، اغمضت عيني لوهله ، وقلت لن افتحها مره اخرى ، فتحت عيني على السماء ، رأيت الحال وكأننا في مجزرة .

تذكرت حادثة الحرم  ؛تذكرت فلسطين ؛ تذكرت سوريا ؛ تذكرت اليمن وليبيا ؛ وكل مانشاهده من مجازر عبر التلفاز ، نحن أطفال لماذا نرى مثل هذه الفاجعة ؟!لماذا لا يحمونا منها ؟!

سحبت من تحت المظله واغمى علي ، لااستطيع استيعاب مارأيت ذهبت لبوابة المدرسه وقلت افتحوها ، هناك طالبات ماتو نريد أن ننقضهم ورفضوا ،  هل انتم تسمعون رفضو أن يفتحو البوابه ، ويقولون هذا أمر ولانسطيع أن نفتح البوابة ،  صحت ونحت وبكيت وتألمت على ماجرى وكأنه حلم ، قالو لي صديقتك المقربة اصيبت في رجلها .

ذهبت كالمجنونه ابحث عنها ابكي واطيح واقوم ، ولكن لم يقولو لي أن ابنت عمي ماتت ، دخلت لكي أراها الدماء على وجهها ، وثيابها ملطخه بالدم ، فقلت ماتت فقالو لا كانو يريدون أن يخففو عني ، ولكن هذا كان حالها اخذوها من امامي  ، وهي تنزف وقلبي ينزف وعيني تنزف اخذوها من أمامي ، وقد توقف قلبها وتوقفت الدنيا من حولي.

اخذوها بل اخذها الله واختارها كي تكون شهيده من بيننا كانوا الطالبات في حالة هلع ورعب وخوف وصياح ، لقد كان منظر أليم لن انساه لن يذهب من عقلي ولا من قلبي .

كيف لي أن أذهب الى مدرستي الآن بعد مارأيت كيف ، ولكن انا اطالب من كان مسؤول ومن كان به علم ومن كان يريد أن يحصل ماحصل أن يأخذ جزاه،  وان يعاقب لا أريد أن تقفل هذه القضيه إلا بأمر عادل “.

انتهى كلامها وهذه طالبة أخرى واسمحوالي  على الإطالة وعلى الكثير من الألم ولكن هذه الحقيقة يجب أن تظهر ، تقول :-

الطالبة”  رهف عبيد   “تقول :

هي كارثه لن تنسى اصابتنا وافقدتنا رفيقتنا ،  أدركت في تلك اللحظه ان شعور التشبث في الحياه صعب ، مصارعة الموت و الخروج على قيد الحياة كانت بداية عمر جديد ،.

احدى طالبات ثانوية الريش التي تم سقوط الرافعة عليهآ اثناء الاختبار في مادة الرياضيات الشهري التحسيني، لقت تكلمنا جميعنا والخوف و الرعب يلازمنا مع كل صوت نسمعه ، و هو كصوت المطرقه الصوت يزداد ويزداد  ، تحدثت الطالبه المتوفيه  ، وذلك احساس قلبها الذي دعاها لتتحدث ، وابلغوها بأن الاصوات التي تصدر من الرافعه اقتربت اكثر ، وكان الرد عليها ‘أنتم مدلعات كملو الاختبار’ ، لمن تتمكن من السكوت المتوفيه ، وهي تحادث المعلمه ، لم تتمكن المعلمه من المشي من امامها ، وذلك الذي حدث كالحلم في ثانيه ، تم سقوط الحديد على رأسها ، ثم على قدم رفيقتي عبير ، ثم على اقدام الاستاذه لم اشعر الا بالإسعاف يحاولون الإنقاذ ، رفضت الركوب مع سيارة الإسعاف مع استمراري بالنداء على امي،  الصوره لن ننساها الصوره عالقه في اذهاننا ، اللهم ارحمها واغفرلها وجعلك من شهيده ، اللهم اجعل رفيقتي في جنتك ، اللهم آنسها في وحشتها ، اللهم ثبتها عند السؤال ، لا اريد ان تقفل هذه القضيه الا بأمر عادل ” 

انتهى كلامها المؤلم حقا ، وإليكم شاهدت أخرى من قلب الفاجعة والتي تتحدث وتقول : 

الطالبة ” ميعاد احمد مرعي ال حسين عسيري ” طالبه ثانويه في المستوى الثاني ، ولقد شاهدت الحدث وكانه حلم ، والى الآن لم استوعب ماحدث، كنت وقت الحادثه في دورة المياه ، وعند سماعي لذلك الصوت المخيف القوي اسرعت الى الخارج لانظر من اين هذا الصوت؟ مالذي حدث ؟ ماهذه المصيبه ؟ والا بتلك المظله الكبيره تسقط ، وذلك الزجاج يتكسر وتلك الدماء والماء يختلط ، وتصبح المدرسه بحيرة دماء .

وكنت اعلم بان صديقاتي تحتها وانظر اليهم وهم يحاولون انقاذ انفسهم ويحاولون الخروج من تحتها ، وكاني اشاهد مجزرة .

لم اتمالك نفسي واصبت بالهلع ، جاءت وسحبتني تلك المعلمه ( غايه ياسين ) جزاها الله خير الجزاء ، وادخلتني الفصل ، واقفلت الباب ، وبدأت بتهدأتي.

خرجت من الفصل واذا بالطالبات جميعهم يصارخون ويبكون والخوف يسيطر عليهم كليا ، وعند نزولي رأيت الطالبه عبير ، ورأيت دمها ورأيت قدمها الشبه مبتوره.

مالذي تتوقعونه من واحده في ١٦ من عمرها تشاهد هذا المنظر ؟ اول مرة في حياتها ؟ لم اطالب الا بحق صديقتنا المتوفاه إسكنها الله في نعيم حتىٰ يبعثون !  ”  .

انتهى كلامها وختاما مع طالبة أخرى تتحدث وتقول :

” الطالبة ” حليمه عبده الصحبي ” احدى المصابين من تلك المظله التي طاحت علينا اثناء اختبار ماده الرياضيات في  تلك الساحه ، دخلنا وكلنا خوف واكثرنا خوف ( فاطمة )منذ دخلنا ، وهي تقول ستصيبنا ياابله وتطيح على راسي انا سمعتها ثلاث مرات قالت لها هاذي العباره ، ولكن لم يستجب لها اي احد .

وكانو يقولون مدلعين ويضحكون اختبرو وانتو ساكتين لم يمر على الاختبار وقت طويل ، الا بصوت الزجاج ينفجر مع الماء والحديد  دفعه واحده سقط علينا ، وكلنا لانريد الموت ، نريد ان ننجو من هذا المنظر وهذي الفاجعه .

التي لم تصاب ولم تموت تعبت نفسيتها ،  الحمدلله على كل حال لن نسكت على  هذه الفاجعه وعلى دم صديقتنا ، فقيدتنا التي  اخذها الله ، نريد ان يتعاقب المسؤول الذي كان يعرف بان المظلة ليست آمنه .

ونحن لم نرضى على الاختبار فيها ولكن اجبرونا على النزول والاختبار فيها جبرونا ولم يسمعو لنا ، ولا نعرف كيف خرجنا من تلك الحادثه ، نريد العداله ، ويعاقب المسؤول ،  رحمك الله يا فاطمة وشفى الله جميع المصابين ” .

الجدير بالذكر أن والد الطالبة التي توفيت إثر سقوط مظلة في ثانوية بقرية العريش، اتهم مديرة المدرسة بإخراج الطالبات للاختبار تحت المظلة رغم علمها بتلفها.

وقال في مقطع فيديو متداول إن المديرة كانت قد خاطبت مدير التعليم لأكثر من أربعة أشهر بخصوص تلف المظلة، إلا أنها رغم ذلك قامت بإخراج الطالبات للاختبار تحتها.

وأشار إلى أنه سُمع “طقطقة” في المظلة، فتمت طمأنة الطالبات بأن الطقطقة ناتجة عن وجود “عصافير” فوقها.وأضاف: “أسأل الله أن يحمل كل واحد دم بنتي، التي راحت ضحية” وطالب كل من في قلبه رحمه أن يتم محاسبة المتسبب سواء المديرة أو ادارة التعليم أو الشركة المنفذة فالجميع مشترك في الجريمة .

https://youtu.be/5N21Cay1Cjc

ومما سبق ومن باب المهنية الاعلامية وعبرصحيفتكم واصل وحتى نقف موقف محايد مع الحق ، ولعدم وضوح المتسبب في الفاجعة ، ننقل لكم ما سبق ، ليتم محاسبة المتسبب  ، والوقوف بجانب الأب المفجوع بوفاة ابنته ومتابعة المدارس الأخرى حتى لا تتكرر المأساة .

وللعلم هناك مدارس أخرى في وطني الحبيب تنتظر فواجع  أخرى لاسمح الله ، ان  لم نرى تحركا عاجلا من قسم المباني في  وزارة التعليم وإداراة التعليم في المملكة ، واني  لاعجب  أشد العجب من استهتار ولا مبالاة بعض المسؤولين في تشييد وبناء المدارس والتي كلفت الدولة مليارات الريالات ، واذا بها بعد سنة من بناءها  تصبح متهالكة  وغير صالحة للحيوان فضلا عن الإنسان ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أين صرفت ميزانيات التعليم في المملكة ؟!

اين مكافحة الفساد عن هذا الفساد ؟

أين ذهبت تلك الملايين ؟!

من المسؤول عن استنزاف  أموال الدولة في مباني متهالكة؟ !

من المسؤول عن متابعة المباني والمنشأت  التعليمية ؟!

هل يعقل أن يتم بناء مجمع تعليمي وتصرف عليه ملايين الريالات ثم إذا به مع أول قطرة مطر يخترق الماء سطح المجمع  ويصل للفصول وتصبح اسلاك الكهرباء مبتلة ، وحينها لا ندري كم حجم الفواجع  التي ستنبئك بها الصحف ، والله المستعان .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى