كتاب واصل

اذا (وقعت الفاس في الرأس ) حان وقت الحيرة وانحباس الأنفاس !!

imageاذا (وقعت الفاس في الرأس ) حان زمن الحيرة و الإفلاس وإنحباس الأنفاس!
مثل عربي لم أقف له على قصة إلا أنه يُعبّر عن عدم البحث عن حلول في حين وقوع الحدث ولن أقول المشكلة لما يسببه هذا الاسم من إحباط وتكسير لمجاديف الآمال والتطلعات .
وكثير ما نسمع هذه العبارة تتداول بين الناس وذلك عندما يقع حدث جلل أو موقف عظيم فتخيم الحيرة وشتات الفكر وغياب البصيرة حينذاك .
ولنتحدث عن الحدث أو الموقف أو التحدي بيسير من العبارات ، فهي تعني وقوع أمر ما يصاحبه مصاب جلل اما المعنى الذي تعارف عليه العامة فيأتي بمعنى ( المشكلة ) ، و من باب كسر ذلك الوهم الكبير والهَمّ العظيم والألم الجسيم ومن باب التعود وإدارة الضغوط دعونا نغير المسميات ، ففي التغيير أمل ورجاء وحيوية وعطاء ، ودعونا نلجأ في حال الأحداث أو المواقف أو التحديات إلى الله أولا فلله حكم بالغة في جميع أقداره وإراداته ، ولنكن على يقين أنه لن يجدي الندم ولا البكاء ولن ينفع العويل ولا الصراخ ، مهما كانت ضخامة ذلك الحدث أو هول ذلك الموقف أو صعوبة ذلك التحدي أبدا .
ولكي نعيش فاعلين سعداء مرحين في مجتمعاتنا قادرين على التغلب على ما يواجهنا من عقبات وصعوبات في حياتنا لذلك دعونا نستعرض معا بعض القواعد الحياتية التي تتيح لنا فرصة التحكم في ردود أفعالنا حال حدوث المواقف والأحداث والتحديات …
هناك قواعد حياتية تم استنتاجها من المواقف والتجارب وأراها من أروع الحلول وأفضلها بل وأجملها، فهي تعيننا على استيعاب الحدث والتحكم في ردود أفعالنا ، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر : قاعدة التحكم في ردود الأفعال الناتجة عن ذلك الحدث أو الموقف أو التحدي .
فالوضوء ومن ثم اقتراب جبينك من موضع السجود والإطالة في السجود والدعاء بصدق وإخلاص وخشوع مظنة أن يذهب الله ماألم بك وما أهمك وتصور آفاق من الحلول والبدائل بإذن الله.
ومن القواعد الحياتية الصبر عند حدوث المصاب والذي اقترن بالصلاة في كتاب رب العالمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينوابالصَّبْرِ والصَّلاةِ إنَّ اللهّ مع الصَّابِرِين َ)
فالخطاب موجه بأمر من الله بالاستعانة بالصبر والصلاة لإنهما المعينان على استيعاب قضاء الله وأقداره ، وعلينا أن نكون على يقين أن ما يحدث لنا في هذه الحياة له عند الله حكمة وكل شيء عنده بقدر وعلينا إخضاع أنفسنا تحت تلك القاعدة الشرعية والمتمثلة في قوة إيمان المرء والتي تجعله مهيأ للرضا بالقدر والقضاء .
ومن القواعد الحياتية أيضا الأناءة وعدم التعجل في اتخاذ القرار في زمن وقوع الحدث مع ضرورة اتخاذه لأن عدم اتخاذه يعني الفشل ، والمؤمن القوي يحارب الفشل ومسبباته
ومن تلك القواعد أيضا الاستشارة فما خاب من استشار بشرط اللجوء الى أصحاب الرأي والحكمة والتجارب السابقة ، وعدم اللجوء إلى عامة الناس كي لا يزداد الطين بلة . ومن الأمثال العربية في طلب الرأي والمشورة قول العرب (إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن بحزم ناصح أو نصيحة حازم )
وعودا إلى القرارالذي هو جوهر عملية التعامل مع المواقف والأحداث واهمية اتخاذه وما يجب علينا عمله قبل اتخاذه …
فلنقل أن القرار هو عملية ذهنية تركز على إيجاد الحلول والبدائل وفق تفكير منطقي سليم يتبعها عمليات إجرائية وفق خطوات منهجية صحيحة ، ومن هنا ولكي يحالفنا النجاح ونتجاوز مراحل الفشل علينا اتخاذ الخطوات التالية :
اولا : الاستعانة بالاستخارة وتعني عند العرب الدعاء وهي عبادة غايتها أن الله ييسر بها للعبد التوجه إلى ما فيه الخير له، ويبعده بها عما هو شر له.
ثانيا : عدم الإذعان للعقبات التي تواجهنا وعلينا التغلب عليها من باب اعتبار الذي أمامنا تحدي كما ذكرنا وليست مشكلة .
ثالثا : علينا أيضا مراجعة الحلول أو القرارات قبل مرحلة التنفيذ وإذا ما أيقنا صوابها فعلينا التنفيذ دون تردد.
والفأس أذا وقعت في الرأس فلا يعني ذلك أنها النهاية ما دام هنا لك اسلوب متمايز في التعامل مع ذلك الفأس فمن خلال الخبرة والدراية نستطيع أن ننزع ذلك الفأس دون إحداث نزف ولا شك أنه سوف يحدث ألما وجروحا ، ولكنها سنة الحياة .فنزع الفأس دون إحداث نزف مع وجود الألم خير من البقاء حتى الفوات .
وذلك حال ما يقابل الانسان من مواقف وأحداث فإذا ما تعامل معها بفنية وإحتراف فسوف يشق حياته دون متاعب وصعاب وإذا ما وقف متبلِّدا وحائرا أمامها فلن توجد تلك المواقف حلولا وبدائلا لنفسها ، وسوف تكون حياة ذلك الفرد مليئة بالهموم والكدر والاحزان وسوف يعيش في كدر وتعاسة وغيره يعيش في أنس وسعادة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى