المحلية

السديس يلقي خطبة عرفة بعد إعتذار آل الشيخ لظروفه الصحية

%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%af%d9%8a%d8%b3

مكة ــ واصل:

ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خطبة عرفة بمسجد نمرة.

وكان رئيس الهيئة العامة للإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قدّم اعتذاره؛ نظراً لظروفه الصحية بعد سنوات طوال قضاها إماماً وخطيباً لمسجد نمرة.

توافدت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات؛ لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والاستماع لخطبة عرفة.

وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.

وتقدّم المصلين الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حيث ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خطبة عرفة قبل الصلاة، استهلّها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم، ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر.

وأوصى السديس حجاج بيت الله الحرام بتقوى الله، وقال: “عليك بتقوى الله في كل أمره؛ تجد غبها يوم الحساب المطول، ولا خير في طول الحياة، وعيشها إذا أنت منها بالتقى لم ترحل”.

وأشار إلى أن الله شرّف الإنسان وأكرمه في استخلافه في الأرض كما قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}؛ مبيناً أن هذا الاستخلاف قائم على أساس الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق العدل بين الناس؛ حيث أرسل الله الرسل تتراً لأداء هذه المهمة العظيمة وإقامة الحجة على الناس، رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وأيدهم ربهم بالآيات البينات الدالة على صدقهم؛ مستدلاً بقول الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ}، ثم بعث الله إلى البشرية سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم إمام الأنبياء وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، كما قال جل شأنه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}.

وقال: “بُعث بدين الإسلام الذي أنار للناس طريقهم، وأرشدهم لحقيقة التقوى والتوحيد الخالص، وأنقذهم الله به من براثن الشرك وظلماته، وحررهم من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق جل وعلا، وفتَح لهم طريق الهداية وسبل الرشاد؛ لكي يتجهوا إلى خالقهم سبحانه، ويحققوا الغاية الكبرى، ويمتثلوا من الحكمة العظمى من خلقهم”، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}، وهذا دليل على أهمية التوحيد، وأنه حق الله على العبيد، من أجله أُرسلت الرسل وأُنزلت الكتب؛ فكن واحداً في واحد؛ أعني سبيل الحق والإيمان” .

ولفت فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس النظر إلى أن الإسلام جاء بدين الحق الذي لا يجوز أن يرتاب فيه مسلم، وهو الدين الذي لا يقبل الله ديناً غيره، مستدلاً بقول الله عز وجل: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، مشيراً إلى أن نبي الأمة عليه الصلاة والسلام جاء ليحث الناس على الخير والصلاح والنجاة والفلاح.

وقال: “حُجاج بيت الله الحرام لقد وقف نبيكم صلى الله عليه وسلم هذا الموقف العظيم وخطب عليه الصلاة والسلام في مثل هذا الموقف خطبة عظيمة أرسى فيها قواعد الإسلام، وهدم مبادئ الجاهلية وعظم حرمات المسلمين، خطب الناس، وودّعهم بعد أن استقر التشريع وكمل الدين وتمت النعمة، ورضي الله هذا الإسلام ديناً للإنسانية كلها: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}.

وأضاف: “لقد ألقى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا اليوم المبارك كلمات جامعة موجزة ترسخ المبادئ الكبرى لهذا الدين، فثبت عليه الصلاة والسلام في نفوس المسلمين أصول الديانة وقواعد الشريعة، ونبّه بالقضايا الكبرى على الجزئيات الصغرى، لقد جاهد عليه الصلاة والسلام من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور، لتولد بإذن ربه أمة جديدة ذات أهداف واضحة ومبادئ سامية، فهداهم من ضلال، وجمعهم بعد فرقهم، وعلّمهم بعد جهل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى