مساحة حرةمساحة حره

حي معشي

بقلم : سعود سيف الجعيد

بعد سنوات طويله من الاغتراب والترحال وجدت نفسي في حي معشي بمحافظة الطائف حيث لاتزال بعض المنازل القديمه على حالتها والشوارع الضيقه تنطق باجمل الذكريات ذلك الحي الذي عشت فيه اجمل ايام عمري وهي فترة الطفوله فعادت بي الذاكره الى تلك الايام الجميله فلقد كان هذا الحي عباره عن عائله واحده الابواب والقلوب مفتوحه لكل الناس كانت الحياه بسيطه رغم الفقر وقلة الامكانيات وقتها ولكن كانت السعاده عنوانا لهذا الحي وانا استرجع ذكريات الماضي تذكرت اسماء عزيزه على قلبي عشت معهم اجمل ايام حياتي منهم العم سعد الحربي وفرحان الجعيد ومهدي الشهري وعلي البيز وعيال الميمان وعويض الحربي وعلي بديوي ومجبر الجحدلي ومحمد داخل الجعيد وعيفان الجعيد ومثيب الجعيد وناصر بركي الجعيد وحسن العكفي ومستور الجعيد وبخيت وباخت الجعيد وعيال المعطاني وعطيه كليب وعيال الفريح وعيال جاسر الشهري وعيال مطر الجعيد واحمد طامي ومحمد العبيدالله ولافي الجحدلي وقطنان الجحدلي وملفي الجحدلي وهشام سندي والعم بكري ويعقوب العسيري واخوانه وبيت الجفري والحبسي وعيال الدريدي وخالد المنصور واولاده ومحمد مطر ومنصور الجعيد ومحبوب الجعيد واخوانه وربيع وسرور وحسين البديوي وناجم البيشي والعم جمعان اسماء عديده لاتحضرني جميعا الان ولكنها اسماء سطرت بحبها وعطائها اجمل عناوين الوفاء اسماء قدمت واعطت وبذلت واحبت الجميع بصدق فكان لزاما علي ان اذكرهم منهم من انتقل الى رحمة الله ومنهم من لايزال يعيش بيننا كنا نجتمع عن دكان مقيت العمري المقر الرئيسي لنا بعدها انتقلنا الى دكان معدي الشهري وكان صاحبه يمني يدعى الحبابي كنا نجتمع ونضحك ونتبادل الاحاديث عند زاويه الدكان والسعيد فينا واللي ظروف اسرته جيده يشرب بيبسي قوارير ومعاه بسكويت كرملا اما انا وغيري كثير نستمتع فقط بالمنظر ونطلب من احدهم ان يبقي لنا شئيا من البيبسي وكثيرا ماتسمع في ذلك الزمن كلمة بقيلي تكفى كنا نركض ونلعب بسعاده غامره رغم الجوع والفقر وندخل الى كل منزل بدون استئذان فالناس في ذلك الوقت ابوابهم مفتوحه كما هي قلوبهم يفرحون بدخول اي طفل الى منزلهم ويقدمون له الطعام والحب في طبق من تراحم ومحبه رغم الفقر الشديد الذي كنا نعيشه في تلك الفتره الا ان الله عوضنا بجيران طيبين استطاعوا ان يمسحوا جوعنا وحاجتنا ويحتظنوا احلامنا ويدخلون السعاده على قلوبنا الحزينه فلم نشعر في يوم من الايام بالحزن والالم لان الله وهبنا هذه القلوب الرحيمه التي عشنا معها اجمل الايام وكانت الحياه حلوه بكل معنى الكلمه والحي يسكنه الكثير من الاسر وبعض الاخوه المقيمين ولكنك تشعر بانهم اخوه لانهم كانوا يساعدون بعض ويشعرون بحاجة بعضهم فكان كل شي جميلا في هذا الحي ومشيت في شوارع الحي مستمتعا بكل الذكريات التي عشتها هنا والدموع تحوم في عيوني متحسرا على تلك الايام التي لن تعود فلقد تغيرت الحياه واصبح طعمها مختلفا وتغيرت الانفس واصبحت العلاقات الان علاقات مصالح ومظاهر وماديات الامن رحم ربي وذهبت تلك الايام الجميله فغادرت الحي ولاتزال تلك الصور ترتسم في مخيلتي وتلك الانفس الطيبه تعيش معي اتذكرهم واحتفظ لهم بكل الود والحب والشكر والعرفان فاخلاقهم العاليه وطيبتهم لاتزال تعيش في داخلي وتعلمت منهم ان فعل الخير لايضيع وسيبقى شاهدا على بياض قلوبهم وصفاء نفوسهم فجزاهم الله عنا كل خير على ماقدموه من خير وحب لهذا الحي طوال حياتهم

وقفه
من بادي الوقت وهذا طبع الايامي
عذبات الايام ماتمدي لياليها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى