مساحة حرةمساحة حره

تألمت القلوبُ بفقدك يا سعود

الشيخ الراحل: سعود بن زايد بن ثعلي

الحمدلله لا راد لقضائه، ولا حائل دون مشيئته قال عز من قائل: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حينَ مَوتِها). وقال جل شأنه: (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ).

والصلاة والسلام على من قال: (إذا أصيب أحدكم بمصيبةٍ فليذكر مصيبته بي؛ فإنَّها أعظم المصائب).السلسلة الصحيحة برقم (1106).

في مساء يوم الأحد (18) من العام (1444هـ) دوى في مسامعنا واخترق قلوبنا نعي العم الشيخ: سعود بن زايد بن ثعلي.

فقد وارى جسده الطاهر مقبرة الشهداء بمكة المكرمة، وصلي عليه عصر الإثنين في الحرم المكي الشريف فاغفر اللهم له.

فقدت المحاني وتداً من اوتادها، ورمزاً من رموزها، وعلما من أعلامها.

الذي ذهب به القدر في مدينة الطائف في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي، ليكون في عِداد الموتى فارحمه اللهم رحمة واسعة.

ذهب الحبيب للقاء حبيبه، بعد معاناة طويلة من المرض.

أحقاً ذهب ذلك الجبل الشامخ؟!.
ذهب صاحب الخلق الرفيع؟!.
والقلب السليم ؟!.
كم كنا نأنس بقربه!؟.
نتألم ببعده؟!.
يا الله انتهى أجله؟!.
غابت ملامحه؟!.
أهكذا البدر تخفي نورَه الحفرُ؟!

كان لكلماته صدى في قلوبنا يتلو بها صباحًا ومساءً غدواً وعشيًا (اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك بأنك أنت الله لا إله الا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد أن تغفر لي وترحمني يا رب العالمين).

لا يأتي مجلسا إلا كان مذكرا فيه بتقوى الله، وبالصلاة على الحبيب المصطفى.

له خفايا لا يعلمها إلا أنت يا الله.

كان يهمس في أذني أنه منذ أكثر من أربعين عاما لا يترك قيام الليل. يا الله كم كان قلبه معلّقًا بحبك؟

أعود لأقول:
-رحل هادئ الطبع.
-رحل باسم الوجه.
-رحل صاحب الخلق الرفيع.
-رحل صاحب الأيادي البيضاء.
-رحل من كان لا يخشى فقرا ولا يرجو ثناءً.
-رحل من لا يحمل في قلبه الحقد ولا الغلَ.
-رحل كثير الذكر لله.
-رحل من كان مازحًا ومسليًا.

أرى عِلَلَ الدنيا عَلَيَّ كثيرةً
وصاحبها حتَّى الممات عليلُ
‏لِكلِّ اجـتماعٍ مِن خَليلَين فُرقةٌ
وكلُّ الذي دون الفراق رحيلُ
‏ وإن افتقادي واحداً بعد واحدٍ
دليلٌ على أن لا يَدومَ خَليلُ.

غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا منها.

كتبة : الاستاذ /عبدالرَّحمن فهد بن صقر الرَّوقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى