كتاب واصل

(الحنين إلى أيام المدرسة)

بقلم/ نايف الخمري

الوقت الذي عاش فيه الإنسان فيما مضى هو أجمل وقت يمكن أن يقضيه الشخص لما فيه من أمور جميلة وذكريات رائعة. أجمل ما في الحياة هي أوقات الطفولة الأولى الجميلة حيث يبقى المرء متذكراً تلك الأمور التي حصلت عندما كان صغيراً فلا ينساها ويبقى يشعر بالحنين لذلك الزمن.                        (روب شيفيلد)..

في كثيراً من الأحيان تجترني دواعي الذكرى وبواعث الحنين وأعود بذاكرتي قليلاً إلى الوراء حيث سنوات الطفولة وتلك الأيام الخوالي والأزمنة التي مضت ويخامرني حنين عظيم وشعور محبوس في داخلي وأنا أستعيد شريط الذكريات المثيرة للشجن وكم كنت أتمنى أن يعود بي الزمن إلى الوراء حيث تكون النفس دائماً تواقة لأيام الدراسة وعبـق الذكريـات التي تفوح عطراً فائحاً وكأنها أضغاث أحلام وثمة يعاودني الشعور بالحنين لمقاعد الدراسة.إنه الحنين والشوق المتأجج في النفس الذي يأخذني إلى الماضي الذي لا يمكن نسيانه ذلك الماضي الأثير شوقاً ومحبة ليعيد وميضاً من الذكريات بكل تفاصيلها الجميلة والمؤلمة بلذتها وقساوتها وبعض من مرارة الإخفاقات ومغامراتنا الطفولية وشقاواتنا البريئة التي كانت تعيد لنا صدى ضحكاتنا بعيداً عن الأحقاد والضغائن والحكايات البهيجة التي قضيتها بين الزملاء الطيبين والأصدقاء الأوفياء حيث البراءة والنقاء والبساطة والعفوية والسعادة لسنوات الدراسة التي أمضينا فيها أزمان من البهجة والفرح والذكريات والمواقف التي لاتنسى وتختزنها الذاكرة .

(وكما يقولون فان المرء يعاوده الحنين إلى ما ألف ويستحثه الشوق إلى ما عُرف). عدت بذاكرتي هذه المرة إلى الوراء عشرات السنين حيث سنوات الصبا وفاض بحر الذكريات في ذلك الزمن الجميل الذي لنا معه ذكريات لازالت محفورة في الذاكرة لاتنسى حيث كانت هناك أجمل أيام العمر التي قضيناها مع رفاق الدرب الطويل وزملاء الدراسة وأصدقاء الصبا جمعتنا سنوات الدراسة التي تميّزت بالحميمية وشكلنا توأمة مع كوكبة من المعلمين الذين كانوا يتميزون بشخصياتهم المهيبة الذين كان كلاً منهم راع ومسئول فقد شكلوا حياتنا وتركوا بصمات كان لها الأثر في نفوسنا وتربينا على أياديهم أحسن تربية ونهلنا من علمهم أفضل العلوم وأنفعها ومن فيض معارفهم وثقافتهم أفضل التجارب التي تعلمناها في حياتنا وكان لها أثراً بليغاً لتوسيع مداركنا لمواجهة ظروف الحياة. وتعميق رؤيتنا لاستشراف المستقبل وأفاقه. فقد كانوا بحق قامات تربوية تحيط بهم الهيبة والاحترام ونحن ندين لهم بالشكر والعرفان ونقف لهم إجلالا واحتراماً لذكراهم حيث أفنوا حياتهم في سبيل تعليمنا. سقى الله المطر على قبور من رحل من الزملاء والأساتذة وأطال الله في أعمار بقية الأحياء منهم جميعاً. وفي تلك المرحلة كان جيلنا ومعظم الأجيال الموازية لجيلنا يتميزون بنبوغ الطلاب المتميزين في دراستهم على الرغم من الصعاب والمعوقات التي كانت تعتري طريقنا ولكننا لم نعرف طريق الفشل بل عرفنا مذاق النجاح الحقيقي. كانت تلك الفترة أجمل المحطات في حياتي وأجمل فترة من عمري عشتها فى مدرسة رغدان الابتدائية والمتوسطة ذلك الصرح العظيم الذي كان منارة للعلم والمعرفة في ذلك الزمن حيث المناشط بتنوعها الثقافي والرياضي والتربية الفنية التي ابرزت الكثير من المواهب الرحلات المدرسية الجميلة. كانت لتلك الأيام طعم وهي تتلألأ بإشعاع المعرفة والازدهار وذات بريق ولمعان فريد مررنا فيها بالعديد من المنعطفات بمرارتها وقساوتها وغالبًا ما شعرنا بها إلا عندما تجاوزنها بأمان ولم تثنينا عن عزيمتنا وهمتنا واليوم أعود أدراجي أتنفس عبـق الذكريـات الجميلة لسنوات الصبا بقلب طفل عذب لا يبالي .

تلويح :
جمعت ذكرياتي وأصبحت أحن لذلك الزمن الجميل. ( توماس إليوت).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى