مساحة حرةمساحة حره

صنم الخبرة

بقلم : مازن الثبيتي

بين هرمون السعادة ومشاعر الخوف ؛و المحاضرة الاخيرة بالجامعة حتى المقابلة الوظيفية ؛ وما بين الامل والقنوط تتعالى الاصوات ( خبرة ، خبرة ، خبرة ) كانت هذي الكلمة حارقة للطموح مثبطة للشغف بالنسبةلي ماذا عن علمي ؟ ماذا عن تفوقي ؟ هل اصبح المقياس مجرد سنوات ؟!

(لحظة ان كنت لا تملك خبرة في قراءات المقالات لاانصحك بإكمال القراءة ) وفي بداية العمل في مهنة المحاماة تشكلت لدي قناعة ان الخبرة صنم لابد ان يكسر بيد لا ترتعش ، وقلب لا يهاب ، وماهي الا ايام من من بداية العمل التقيت فيها الكثيرين ولازلت الكلمة تتكرر وتتردد على مسامعي (خبرة-خبرة ) وهنا ادركت ان الصنم ضخم يحتاج قوة هائلة لكسرة عندها قررت تأجيل كسره حتى ادرك طبيعته ، وما أن مرت الايام حتى رأيت من يتخفى في ظلال هذا الصنم كلما واجهته معضله او سؤال يجهله استظل بظله نعم لم تمر سوى ايام حتى انكشفت مواد هذا الصنم فوجدت اكثر من يتشدق ليل نهار بصنم الخبرة يخطئ في بديهيات القانون لم يقف الامر لذلك فحسب ؛ بل اصبحت اخبرهم ببعض الإجراءات البديهية كذلك ، لم اخض تجربة واحدة بعد ذلك بل الكثير من التجارب العملية التي ضاعفت قناعتي بما كنت اعتقده بأن المعيار الحقيقي ليس المقياس الزمني ببقاءك في هذا المهنة بل انعكاس علمك الاكاديمي على مهاراتك المهنية هاهو الصنم قد اقتربنا من كسره ؛ والان وبعد مرور اكثر من اربع سنوات في مهنة المحاماة اقول وادين الله بأن المحاماة بجانبها الاجرائي والموضوعي وبجناحيها الوقائي والعلاجي لن تستطيع التحليق بها الا اذا ادركت انها علم ثم علم ثم علم ثم مهارة والمهارة قد تكتسب من دورة او ورشة عمل او تجربة فلا يمكن صياغة عقد مضاربة بدون مهارة الصياغة او بلا علم باحكامها الفقهيه والنظامية الإجرائية ولو ظل الشخص في مهنة المحاماة الف عام وقس على ذلك حتى ما يشاع بعبارة الخبرة هي معرفة ماجرى عليه العمل حتى هذا الامر جُمع بالكتب القضائية من خلال البحوث يامن تبحث عن الخبرة .. كرر الأمثلة والأسئلة حتى تصل الى هذا الصنم لتكسره .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى