مساحة حرةمساحة حره

الكلِمُ الطيِّب

بقلم: فهد الذكري

قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله: في تفسير قوله تعالى: ﴿وقولوا للناس حسنًا﴾ ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وبذل السلام والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب ولما كان الانسان لايسع الناس بماله أمر بأمرٍ يقدر به على الإحسان الى كل مخلوق وهذا الاحسان بالقول فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح حتى للكفار ولهذا قال تعالى (ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) .

في يومٍ ما اعتراني مايعتري الناس من الحزن والضيق وكنت في مجلسٍ فتبسمتُ لأمرٍ لا أذكره ؛ وإذا بتلك الطفلة التي تجلسُ بالقرب مني تمتدحُ تلك الإبتسامة؛لقد حلّت كلماتها كسحابةٍ ماطرة غسلت تلك الأحزان ، وانتشلتني من قعر الأسى إلى رحاب الأنس والسرور .

لم تستغرق كلماتها المادحة بضع ثوانٍ ،لكنّ وقع تلك الكلمات بقي في نفسي إلى هذا اليوم الذي أكتب فيه هذة المقالة !!

قال الشاعر صبحي البيجواني:

كن في الحديثِ مؤانساً وثقة
واجنبْ ولوجَ الغيظِ و الحَنقـة
لا تَبخلـــــــنّ بكــــــلِّ طيــبـــةٍ
مِنْ فاكَ جُدْ فيها علـــى الرُفقََه
و اصلـــــحْ بأهلِكَ قبلَ غيرهمُ
و لأنتَ أولى أنْ تكـــــــونَ ثِقََه
ليكنْ حديثـُك سلســــــلاً عذباً
فيروق للمغمـــــوم إن غبقـــه
و يكونُ سردُك نفحَه عطِــراً ‏
كي يستسيغـَه كلّ ُمَـن نشقــه

هناك مقولة جميلة لرجل حكيمٍ من الأوائل
يقول فيها : الكلام الليّن يغلب الحق البيّن !

تساؤل:
كم أسعدَتنا كلمة ؟وكم أَسعدْنا بكلمة ؟
وكم آذتنا كلمة.
(ولانزكي أنفسنا ) فكم آذينا بكلمة ؟

وفي الختام :

«إن ثلاثة أرباع الذين ستقابلهم عطشى و تواقون للعطف والتقدير، قدم لهم هذا العطف يهبوك حبهم وتقديرهم»

[ديل كارنيجي]

شطحة لغوية:
كلمة( السرور) التي ذكرتها في المقالة جعلتها عوضاً عن كلمة الفرح ؛حينما رأيت كلامًا لأبي هلال العسكري يقول فيه:
«الفرقُ بين السرور والفرح: أن السرور لا يكونُ إلا بما هو نفع أو لذة على الحقيقة، وقد يكون الفرح بما ليس بنفع ولا لذة كفرح الصبي بالرقص والعدو والسباحة وغير ذلك مما يتعبه ويؤذيه ولا يسمى ذلك سرورا»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى