متنوعة

بمواصفات مميزة.. بريطانيا تطور سلاح جو صديقاً للبيئة

من موقع “ديلي ميل”

وكالات – واصل :

للحفاظ على البيئة وخفض الإنفاق، قررت القوات الجوية البريطانية تقليل تدريبات طياريها على المقاتلات الحقيقية واستبدالها بنظم تدريب افتراضية على أجهزة محاكاة تقوم بصناعتها وتطويرها شركة “BAE”.

ويتدرب 70% من الطيارين حالياً في الجو، وبنسبة 30% فقط على أجهزة المحاكاة للتحليق الافتراضي، وفق صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

ويتمثل الهدف في الانتقال إلى جعل الطيارين يقضون 20% من وقت تدريباتهم في الجو بحلول عام 2040، وستصل نسبة التدريب الافتراضي إلى 80%، وهي النسبة المئوية القصوى لمدة التدريب الافتراضي لتحقيق المعايير المطلوبة فيما يتعلق بمقاتلات طراز تايفون.

في الأثناء، قدرت شركة BAE أنه مقابل كل ساعة طيران في مقاتلة طراز تايفون، فإنها تستخدم حوالي 9.6 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، لذا فإن تقليل ساعات الطيران يمكن أن يعمل على تقليل الانبعاثات، وبالتالي فإن كل مهمة تدريبية في جهاز محاكاة توفر أكثر من 1000 طن من ثاني أكسيد الكربون.

بدوره، قال سير ستيوارت آثا، مدير القدرات الدفاعية في شركة BAE، والذي شغل منصب نائب قائد العمليات بالقيادة الجوية في سلاح الجو الملكي البريطاني، إن التدريب الافتراضي يمكن أن يكون أكثر كفاءة ويعكس واقع الحرب.

1225 شجرة!
وتقدر الشركة أن مهمة تدريب المحاكاة واسعة النطاق، والتي تشمل العديد من الطائرات والطيارين الذين يعملون بشكل افتراضي بدلاً من الجو، يمكن أن توفر حوالي 1000 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل حصة تدريب رئيسية.

كذلك، يحتاج الأمر إلى حوالي 1225 شجرة لامتصاص هذا القدر من الكربون، وهو ما يعادل تقريباً الكربون الذي يمكن أن ينبعث عند قيام شخص بقيادة سيارة تعمل بوقود البنزين لمسافة 2.5 مليون ميل.

نظام تدريب اصطناعي
وتواصل شركة BAE تطوير نظام “Typhoon Future Synthetic Training نظام التدريب الاصطناعي المستقبلي على مقاتلات طراز تايفون، والذي يشار إليه اختصاراً بـ TFST، والذي يصفه الخبراء بأنه نظام افتراضي فائق الواقعية.

كما يتميز نظام TFST الافتراضي بإمكانية توصيله وتوليفه مع نظام محاكاة Gladiator، الذي يتم تطويره حالياً للربط عن بُعد بين القوات الجوية والبحرية وباقي فروع القوات المسلحة البريطانية الأخرى لإنشاء بيئة افتراضية مشتركة يتم خلالها التدريب وتنفيذ المناورات فيما يعرف باسم “لعبة الحرب”.

وسيرتدي الطيارون المتدربون بدلات عالية الجودة أثناء وجودهم في المدرب الثابت، لمحاكاة رد الفعل على أجسامهم أثناء الطيران المكثف، وسيمكنهم رؤية قمرة القيادة بزاوية 360 درجة.

في الأثناء، يستخدم نظام TFST أحدث التقنيات ويمكن أن تعمل العديد من أجهزة المحاكاة معاً في نفس الوقت بشكل متناغم، بحيث يمكن لمجموعة من أربعة إلى ستة طيارين التحليق كتشكيل في طلعة جوية افتراضية.

وأوضح سير ستيوارت أن أسلوب التدريب الجديد يتشابه مع الطرق المستخدمة في وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأميركية ناسا والتي يحصل بواسطتها رواد الفضاء على التدريب لسنوات في أجهزة المحاكاة، لرحلة أو رحلتين كبيرتين.

نسخة طبق الأصل
وتشهد صناعة أجهزة المحاكاة طفرة متطورة تتيح لها القدرة على استنساخ أكبر قدر ممكن من ظروف وأجواء التحليق في “العالم الحقيقي”، والذي يسهم بالتبعية في ضمان جاهزية الطيارين عند الحاجة، حيث أن نظام TFST يقدم نسخة طبق الأصل من قمرة القيادة مع شاشة عرض عالية الدقة تغطي كافة الأركان والزوايا، ويمكنها سحب بيانات العالم الحقيقي والارتباط بأنظمة تجريبية أخرى حول العالم.

كما، سيكون TFST أول “مقبس” لنظام Gladiator التابع لسلاح الجو الملكي، قيد التطوير حاليًا، وسيكون قادرًا على محاكاة سيناريوهات المعارك واسعة النطاق.

ولن يقتصر استخدام نظام TFST الافتراضي على مجرد محاكاة التحليق بمقاتلات تايفون، وإنما سيوفر الفرصة للتفاعل والاندماج، كعمود فقري رقمي، لطياري مقاتلات تايفون أثناء حصص التدريب الافتراضي مع باقي قطع الأسطول الجوي والبحري مثل حاملات الطائرات والسفن السطحية فئة Type 45 والمقاتلات طراز F-35، في سياق بيئة اصطناعية آمنة.

أكثر واقعية من التدريب الحقيقي
من جهته، قال جيز ميلن، رئيس قطاع تسليم التدريب التشغيلي في شركة BAE، والضابط البريطاني السابق، إن التدريب المباشر الحقيقي يمكن أن يكون أقل واقعية مما يمكن محاكاته من خلال هذه الأنظمة الاصطناعية الجديدة.

وتسمح أجهزة المحاكاة بتدريب العديد من المستخدمين في مراكز مختلفة حول العالم، ويمكن للإصدارات المستقبلية من نظم التدريب الافتراضي ربط الطيارين في الجو مع أولئك الموجودين في جلسات التدريب الافتراضية، موضحًا أن نظام TFST “يسمح [افتراضيًا] رحلات جوية في تشكيلات من أربعة ضد أهداف وسيناريوهات اصطناعية”.

مفهوم “ميتا فيرس” العسكري
وبفضل ميزة القدرة على الارتباط مع نظام Gladiator، وهو عبارة عن مفهوم لـ”ميتا فيرس” للاستخدامات العسكرية، والذي يمكن من خلال برامجه الافتراضية، التي توظف أحدث التقنيات التي تدمج الواقع المعزز والافتراضي، بأن يقوم المتدربون بممارسة “لعبة الحرب” باستخدام السفن البحرية والقوات البرية وتنفيذ مهام عمليات الاعتراض.

كذلك، شرح ميلن قائلًا: “إنه شكل أكثر واقعية من التدريب في بيئة حية، وليس فقط للطيارين المقاتلين ولكن لجميع المعنيين بما يشمل [طواقم] المهندسين والقيادة”، مشيرًا إلى أن جهاز المحاكاة يستفيد من صورة واضحة تمامًا بفضل سلسلة من أجهزة العرض بدقة 4K التي يتم إدخالها في الشاشة المحيطة علاوة على تغذيته ببرامج ذكاء اصطناعي مصنفة.

سماعات ونظارات افتراضية
وفي المستقبل، سيكون هناك مزيج من سماعات الواقع الافتراضي، باستخدام أقنعة مجسمة 8k يتم ارتداؤها أثناء وجود المتدرب داخل جهاز المحاكاة، مع صور واقعية مختلطة يتم عرضها على نظارات يرتديها طيار يحلق بمقاتلة في الجو. وتكمن المشكلة الحالية في سماعات الرأس ذات الواقع المختلط المستخدمة في الجو في أنها توفر رؤية ليلية ضعيفة للغاية، لذا فهي ليست خيارًا قابلاً للتطبيق حاليًا لكن يجري العمل على تحسينها.

طموح أعلى مع تيمبست
في حين أن الهدف فيما يتعلق بالتدريب على مقاتلات طراز Typhoon هو أن تكون رحلة طيران حقيقية بنسبة 20% وعلى أجهزة المحاكاة بنسبة 80%، فإنها من المتوقع أن تذهب إلى أبعد من ذلك نحو الطيران الاصطناعي عندما يتم تشغيل الجيل التالي من مقاتلات طراز Tempest في العقود القادمة.

ويطمح القائمون على برنامج تطوير التدريب الافتراضي المستقبلي أن تزداد النسبة المئوية للتدريب الافتراضي لتصل إلى 90% ويقتصر التدريب على التحليق بمقاتلات طراز تيمبست من الجيل التالي على 10% فقط، وفقاً لما ذكره سير ستيوارت، الذي أضاف أنها “طريقة ميسورة التكلفة وصديقة للبيئة وقابلة للتكيف مع الاحتياجات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى