كتاب واصل

“اليوم العالمي للرجل” في مهب النسيان

الكاتب / نايف الخمري

الرجل هو الأب والزوج والأخ والابن، الرجل هو ركيزة المجتمع في كل زمان ومكان لدوره الإيجابي في الحياة ومساهمته في توازن الأسرة لرعايته ولتضحياته بصمت وعطاءه اللامتناهي ،وكذلك عمله الدؤوب الجاد المتواصل في التخطيط والبناء والتعمير، ولما يتمتع به من حسن التدبير والقيادة والقدرة على صُنع واتخاذ القرار، والرجل هو رأس مال الأسرة به تزدهر الأسرة وتنعم بالأمان والاستقرار، وتنعم الأسرة بالطمأنينة على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، فهو السند الحقيقي للأنثى بأبويته وحمايته والتي لن تكتمل أنوثتها بدونه، فهي تستمد قوتها من قيمته إلا أن البعض من النساء يعتبرن الرجل عدو يتربص بالمرأة ، وهو السياج المنيع للوطن فألف تحية وتقدير واحترام للرجل الذي يعرف معنى الرجولة ، واليوم نرسم صورة مشرقة ومبهجة لإنجازات الرجل ودوره في دفع عجلة التقدم لكافة أفراد الأسرة ،اليوم الجمعة يصادف اليوم العالمي للرجل، الذي يحتفل به العالم في 19 نوفمبر من كل عام، يتم هذا الاحتفال في صمت فالكثيرين لا يعرفون أن هناك يوماً عالمياً للرجل فهو لم يلقى أي اهتمام وليس موجود بالذاكرة (وبعضُ الظن إثم( ، فهذا اليوم غير معروف مثل اليوم العالمي للمرأة الذي يحظى بشهرة كبيرة وواسعة، حيث طالب الصحافي الأميركي جون بي هاريس في عام 1968م عن افتقاد الرجال ليوم مساو ليوم المرأة العالمي . وكتب هاريس مقالا يقول: (إن هذا يصعقني كتمييز غير مبرر وظلم في الترتيب)، وهو نفس الادعاء الذي ترفعه النساء أثناء مطالبتهم بحقوقهن. وفي عام 1999م قام جيروم تيلوكسينغ محاضر التاريخ بجامعة جزر الهند الغربية في دولة ترينيداد وتوباغو بتنظيم فعاليات في يوم 19 نوفمبر للاحتفاء بالرجل، وهو نفس يوم عيد ميلاد أبيه. فمن باب الوفاء للرجل يجب الالتفات الى تعزيز مسيرة دوره في منظومة الأسرة باعتباره محور الأسرة وعمادها وتحقيقاً للأهداف والركائز الستة التي وضعها اليوم العالمي للرجل، وهي: تعزيز النماذج الإيجابية الذكورية، والاحتفاء بمساهمات الرجل الإيجابية تجاه المجتمع، والتركيز على صحة الرجل، وتسليط الضوء على التمييز الذي قد يتعرض له.بالإضافة إلى تحسين العلاقات بين الجنسين وتعزيز المساواة الجندرية ، وخلق عالم أفضل وأكثر أمانا، ينعم فيه الناس بالأمان ويستطيعون تطوير قدراتهم ، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام قدوتنا أفضل الرجال وهو أشجع الخلق وقد قال :(مايكل هارت) مؤلف كتاب العظماء مائة وأعظمهم محمد، إن اختياري محمدًا ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدئوا رسالات عظيمة ولكنهم ماتوا دون إتمامها. وقال العلامة الألماني (كارل هيرنش بكر) في كتابه (الشرقيون) لقد أخطأ من قال أن نبي العرب دجال أو ساحر، لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن محمداً جدير بالتقدير ومبدأه حري بالإتباع، وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وأن محمداً خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال.

وهناك دراسات حديثة قام بها علماء أميركيون أثبتت أن دور الرجل في العائلة قد تراجع نسبياً. حيث يقول في هذا السياق، رئيس قسم الأبحاث في جامعة آيوفي ، ديفيد فوغل، في تصريح له : أن المرأة أصبحت تسيطر فعلياً على جل القرارات المصيرية داخل العائلة. وعلى ذمة شبكة (هافينغتون بوست) التي تقول إنه أصبح مجتمعنا المعاصر يقبع تحت هيمنة النساء، وقد يكون ذلك برغبة وموافقة من الرجال، حتى يتمكنوا من التخلص من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم، ويسلموا منصب القيادة للمرأة. وفي اعتقادي أنه في مجتمعنا الشرقي لازال الرجل هو صاحب النفوذ في الأسرة ولم يفقد الهيمنة على الأسرة ولازال هو الأقوى ويتمتع بنفوذ أكبر لأنه هو العائل الأول للأسرة وهو صاحب السلطة المطلقة داخل الأسرة. وهذا غيض من فيض في الاحتفال باليوم العالمي للرجل.

آخر المشوار:
أيها الرجال. كل عام وكل رجل (أب، زوج، أخ، ابن) وأنتم بخير. كل عام وأنتم أفضل، كل عام وأنتم في أتم الصحة والسعادة، كل عام وجميع الرجال العظماء المتكاملين في صفات الرجولة والمروءة والشهامة بخير، كل عام وقلوبكم تفيض بالمحبة وهي ممتلئة بالرضا والسعادة والجمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى