المعلم من اوصل الجميع إلى مناصبهم ،المعلم هو الذي علم الجميع الكتابة والقراءة وعلمهم التحدث والخطابة.
المعلم أصبح في نظر البعض هو سبب الفساد الذي حصل ويحصل،ولكن هذا الاتهام غير صحيح .
المعلم هو سبب نهضة الأمة وتطورها ،كيف لا وهو يعلم ويربي ويغرس العادات الحسنة في نفوس الطلاب ويغرس فيهم حب العلم والعلماء ويغرس فيهم حب الوطن. والقيادة .
الكثير من المعلمين يجهزون فصولهم بالادوات التعليمية من بروجكتر وشاشات عرض وكمبيوترات لتعينهم على اداء دروسهم بكل سهولة وإتقان.
الكثير من المعلمين يقيمون الأنشطة داخل المدرسة على حسابهم الخاص، يشجعون الطلاب بجوائز وهدايا نقدية وعينية من جيوبهم الخاصة بتفرح الطلاب وتدخل على نفوسهم الفرح والسرور وقدوتنا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال مانقص مال من صدقة.
والله اعرف البعض من المعلمين من يقتطع جزءا من راتبه لتزيين فصله ولتشجيع طلابه على التفوق الدراسي والابداع
بل والبعض منهم من يدفع ويتكفل بافطار الطلاب الذين لديهم ظروف خاصة.
والذي قريب من الميدان التربوي يعرف ذلك .
وتغير حال المعلم اصبح مشوش الفكر حائر الخطى بعد أن قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
(قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا ,, كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا ,,,, أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي ,, يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا)
وقال شاعر اخر :
(إِن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما ,, لا ينصحانِ إِذا هما لم يُكَرما ,,,,فاصبرْ لدائكَ إِن أهنتَ طبيبَهُ ,, واصبرْ لجهلكَ إِن جفوتَ مُعَلِّما)
أصبح حال المعلم متدهورا واصبح حاله يرثى له الكل ضد المعلم .
أصبح المعلم في نظر البعض هو المسؤول الأول عن الفساد الذي حصل ويحصل.
الفساد في كل مناحي الحياة ،
كل يوم نقرأ عن طبيب تسبب بوفاة مريض أو تسبب بإعاقة لمريضة ولكننا لم نعرف التفاصيل عن هذا الطيب حتى اسمه لم نعرفه وحتى الصحف والقنوات الفضائية لم تكتب ولم تذيع اي خبر عنه .
وعندما يتسبب مهندسًا معماريا في سقوط عمارة لم نشاهد له فيديويظهر هذا المهندس
ولم تكتب الصحف عنه سوى القليل وحتى لو خان أحد الافراد ممن يعملون في العمل الحكومي وهم قليل ولله الحمد لم نسمع عنه سوى اسمه ولومسؤول اختلس او ارتشى لم نسمع اي تفاصيل ولا اسم ولاصورة .
ولكن عندما يتعلق الأمر بمعلم الكل ينبري لهذه المهمة الكل يكتب والكل يصور والكل يتحدث وأصبح المعلم مادة دسمة لوسائل الاتصالات الحديثة والسوشال ميديا، بل وحتى القنوات الفضائية تتسابق لنقل أخبار هذا المعلم .
وأصبح المعلم لدينا معروفا بإسمه وصوره وأصبح الجميع يتناقل المقاطع التي يظهر فيها المعلم وهو يضرب طالبا تجد رواجا عندها ينبري المسؤول عن المعلم ويزمجر ويتوعد المعلم بالفصل والعقاب وقطع راتبه وكان الأولى بالمسئولين عن التعليم تدارس الاسباب التي تؤدي بالمعلم إلى ضرب الطالب وعدم الصبر على الطالب والاسباب التي تؤدي بالطالب إلى إثارة المعلم ووإزعاجه داخل وخارج الفصل بل وتدارس الأمور التي أدت بالطالب إلى قتل المعلم.
نعم المعلم يخطئ ولكن ليس بهذه الكيفية .
كل هذه الأمور كان يجب على المسئولين .تدارسها ووضع الحلول لها لنرتقي بتعليمنا
وبمعليمينا إلى مصاف الدول المتقدمة .
كلنا نعرف ونعلم أن ميزانية وزارة التعليم اكبر ميزانية ومع هذا بعض المدارس لاتصلح للتعليم مباني متهالكة وغير صالحة للتعليم
وكان على الوزارة ايجاد بيئة تعليمية مناسبة.
وكان الأولى بالوزارة اعطاء المعلم حقوقه كاملة سواء كانت مادية أو معنوية.
وبعدين تطالبه بأداء الحقوق الواجبة عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)
وصدق الله العظيم القائل
(71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)
وقال تعالى:
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
