كتاب واصل

إعلام العرب.. الفرصة القادمة

بقلم المستشارة الاعلامية ملاكً الكوري

یشھد العالم تطورات متسارعة في صناعة الإعلام من حیث تعدد المنصات وتنوع المصادر وسھولة الوصول إلى المعلومة ومن ثم نشرھا.

هذا التدفق الهائل للمعلومات في مجال الصحافة والاعلام بكل تفرعاتها، وضع المؤسسات الصحفية والاعلامية العربية والصحفي والكاتب العربي امام تحدٍ جديد، يتمحور في عنوانه الابرز حول القدرة على المواكبة والاستفادة والتفاعل مع كل هذا التجدد والتحديث والتدفق.

لقد بقينا دائما مجرد مستهلكين ومتلقين من دون أن نشارك في تحولات وإبداعات هذه الصناعة حتى نخدم منطقتنا وأمتنا بما يناسبها والنتيجة أن كان الآخرون يتحكمون بكل الأحداث الكبرى التي تمر بها المنطقة وفقا لأهدافهم وتوجهاتهم وسط عدم فهم واضح لطبيعة المنطقة وأهلها.


نحتاج إذا وبشكل واضح يوم ما للإمساك بزمام مبادرة ما ليس لنصنع الحدث وطبيعته وفق معرفتنا وبما يخدم منطقتنا وشعوبنا، كنا دائما نشكو من هذا الأمر ونبحث عن حلول.

مؤخرا سمعنا عن مبادرة غاية في الاهمية وحدث نوعي وغير مسبوق يخدم كل ماسبق ويقلص الفجوة بيننا وبين الآخرين، وهو ما تمثل بالاعلان الذي خرج الاسبوع الماضي من أبوظبي في دولة الامارات حيث ما يمكن ان نصفه بعاصمة الإعلام العربي.

ومع بدء العد التنازلي لانعقاد الكونغرس العالمي للإعلام في أبو ظبي فإن الحدیث یتركز على أھداف مثل ھذه التظاھرات الإعلامیة وجدواھا على صناعة الإعلام بمنصاتھا الحدیثة وسبل تحقیق ھذه الأھداف وتفعیل تلك المنصات.

والاهم مشاركة الاعلاميين العرب واعلاميي للمنطقة والباحثين في هذا المجال ومؤسساته في هذا الحدث الفريد، وبحسب ما سمعنا فإن الكونجرس المزمع سيكون عالميا، وهنا مربط الفرس، حيث ستكون الفرصة سانحة ولأول مرة للاستفادة من تجارب الآخرين بدلا عن تقليدها، والاطلاع على آخر التطورات في هذا المجال.

والامر ايضا محفز جدا للباحثين والمؤثرين والاعلاميين العرب كي يستعدوا للإبداع وعرض افكارهم وابحاثهم وصياغتها ومن هنا كان الاعلان مبكرا عن هذا الحدث، وهذا يمثل تحدي آخر كبير للإعلاميين في المنطقة لإثبات قدراتهم سواء على تقديم الجديد او على الاستفادة القصوى من خلال تلاقح الأفكار حيث سيتواجد كبار إعلاميي العالم في هذه التظاهرة.

ولعلي لا أبالغ إن قلت ان هناك إجماع لدى كل الاعلاميين في المنطقة على أهمية المواكبة وبالتالي أهمية هذه الفرصة السانحة، وبقي فقط أن نثبت قدرتنا على صناعة التغيير بعد أن جاءات الينا الفرصة الى ديارنا.

أنا على ثقة ان الكونجرس الاعلامي المنتظر في أبو ظبي سيكون حدثا كبيرا يحقق أهدافه بالنظر الى أن دولة مثل الامارات تستضيفه وتتبناه وهي دولة نعرف جميعا انها نجحت في كل المجالات بتميز ومنها ما هو أصعب بكثير مما نتحدث عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى