كتاب واصل

العولمة والاتجاهات الحديثة

بقلم : نوف الدوسري

لعبت العولمة دورا محوريًا في تغيير خريطة العالم اقتصاديًا وفكريًا وفلسفيًا.  فقد أصبحت الجوانب المتعددة والمتفرعة للعولمة بمثابة قبلة التفت من حولها التكتلات التقليدية اقتصاديًا وسياسيًا.  فأثرت العولمة على التجارة الدولية وساهمت في تنسيق المفاهيم وتوحيد لغة الحوار وأدوات التواصل فباتت المجتمعات أقرب من حيث الأيدولوجية والتوقعات. ودعَّمت العولمة رسائل السلام في العالم وأرست أواصر الصداقة بين الشعوب وشكلت عوائق حقيقية أمام الإرهاب الدولي والجماعات المتطرفة، كونها أصبحت قرية واحدة تجمع تلك الشعوب في مكان واحد.  وكان لاتجاهات العولمة عظيم الأثر في تخفيف حدة عواقب جائحة كورونا (19-COVID) التي عصفت بمقدرات الدول الاقتصادية، إذ قامت المجتمعات الدولية بتوفير المساعدات ومشاركة الخبرات وتنسيق مواجهة التحديات وعلاج المشكلات وإدارة الأزمات.  ورسمت الاتجاهات الحديثة للعولمة سياسات دول العالم في مجالات التعليم والصحة.  فارتكزت خطط التعليم في مختلف دول العالم على توظيف التكنولوجيا الحديثة والبرمجيات المتطورة وتحليل البيانات والمعلومات ومهارات وآليات حل المشكلات وتعظيم المخرجات، كما ارتكزت تلك الخطط على تبني استراتيجيات تعليم جديدة تتواكب مع تلك التحديات التي خلفتها جائحة كورونا (19-COVID) مستفيدة في ذلك من العولمة الذي دعمت أواصر العلاقات الدولية بين كافة الشعوب في مجالات شتى ومنها مجال التعليم والبحث العلمي. مما أدى إلى تغيير نمط التعليم التقليدي القائم على التعليم المباشر والتحول إلى التعليم عن بُعد وتغيير المناهج لتساير التطور المعرفي والحضاري للعولمة التي تجري سريعًا حيث لم يعد التعليم التقليدي هو المصدر الوحيد للعلم والمعرفة ولم يعد المعلم هو الناقل لها فقط هناك مصادر متعددة للأدوات المعرفية.

وكذلك ركزت السياسات والرؤى الاقتصادية في مختلف دول العالم في ظل العولمة على مبادئ عدالة التوزيع وكفاءة المدخلات والتوظيف الأمثل للموارد والاستثمار في المورد البشري باعتباره أعلى رأس مال تمتلكه تلك الدول.  وفي الخلاصة قد غيرت العولمة واتجاهاتها كافة سبل الحياة في العالم كله فيما ساعد على جعل العالم قرية صغيرة فعلاً بما تحمله القرية الصغيرة من معاني السلام والتفاهم والتسامح والتقارب بين كافة أبناء القرية الواحدة، ويد واحدة تقاوم الإرهاب والتطرف المنبوذ في كافة الأديان السماوية.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى