مساحة حرة

مجالس الشعر تزهو بأبي بندر .. ومفردة (مرحبا) لا تخلو منها قصائده

محمد مسعود العُمري

مرحبا ترحيبة تروي ثراء الدهناء من الضماء

قالها لساني وردّدها الخليج العربي وأمواجه

ما يعادلها من الدنيا رصيد المال والذهـــــب

بهذه الأبيات الشعرية الجميلة تغنى الشاعر عبد العزيز آل دخيل العُمري، فبدأ مقدمة قصيدته بالترحيب، مرحبا ترحيبةٍ تروي الثراء..، بلغة وصورة شعرية متحركة تبرز، فيها أداب استقبال الضيوف والزوار والترحيب بهم؛ أداباً مستمدة من شريعتنا الإسلامية الغراء، وعادات كريمة توارثوها العرب وتمسكوا بها جيلاً تلو جيل.

ومن ثم ينتقل بالقول: قالها لساني ورددها الخليج العربي وأمواجه؛ شطر فخم شبه فيه الشاعر، فرحة قومه وترحيبهم، وابتهاجهم؛ بقدوم الضيف؛ كأنها بحر الخليج بحلته وبهجته؛ وحركة وهدير أمواجه الرقيقة في صعودها وهبوطها الدائمين.

مرحبا على الرحب والسعة، ترحيب – استقبال – فرح وسرور، وسعة صدور. بقدوم الشيخ منصور العلي- شيخ قبائل بني عُمر العلي، لقد وفق الشاعر إيما توفيق بعد ان حلق بناء في سماء الشعر الإبداعي الجذاب؛ إنه لتدفق شعري جميلٌ وراقي في فن الشعر الشعبي الجنوبي، ويقول بعد كل هذا: لست بشاعرٍ، وإنما متذوقٌ للشعر!!، ولكن تجذبني مواطن الشعر المجالسي في المناسبات الخاصة؛ الذي هو أحد فنون الشعر الشعبي الجنوبي؛ فأشارك بأحاسيسي الخاصة.

في مسقط رأسه وادي ممنى (قرية بني أحمد) عاش وترعرع في اسرة محافظة ومتواضعة، فهناك سلسلة من الجبال الشاهقة، وسهولها، والحصون القديمة، وكان والده – رحمه الله تعالي – من مربي الإبل الذين يشار لهم بالبنان، لازمهُ عبد العزيز، منذ الصغر في رعاية وتربية الأبل، التي اكسبته تعلم الصبر والجلادة، وعندما كان يحث إبله على السير ويغني لها بحداءٍ شجيّ، كانت البداية لانطلاق موهبته التي تشكلت من تلك العلاقة ببيئته الحاضنة، ومن ثم توالت فنون الإبداع، أمتاز شعره بغنائية رقيقة وقوة في التعبير الفني والعمق والأصالة، إنه يتغنى بقصائد المديح، ويعبر عن أصالة شيم أهل الجود وكرم الضيافة، وأصبحت المجالس تزهو بأبي بندر، ومفردة (مرحبا) التي لا تخلوا منها قصائده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى