كتاب واصل

اليوم الوطني.. يوم الفرحة بالإنجازات

د. عبدالله بن معيوف الجعيد

يوافق اليوم الثالث والعشرون من شهر سبتمبر اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وهو اليوم الذي توحدت فيه نجد مع الحجاز ومجموعة من المناطق التي تحيط بها بمرسومٍ ملكي من الملك عبد العزيز آل سعود، لتُعرف المنطقة فيما بعد باسم المملكة العربية السعودية، وقد تم تأسيس كل دعائم الدولة بما يتماشى مع مكانة المملكة العربية السعودية وأهميتها الجغرافية والتاريخية والدينية، وقد تولد عن تأسيس المملكة جمع القبائل العربية وتعزيز نفوذها في المنطقة لحمياتها من الأعداء والمتربصين المحيطين بها في كل مكان.
تكتسب المملكة العربية السعودية مكانةً كبيرةً بين الأوطان، ففيها نزل الوحي وبُعث خاتم النبيين والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وهو الوطن الوحيد بين أوطان العالم الذي تهوي إليه الأفئدة وتحفُ إلى زيارته الأنفس ففيه قبلة المسلمين التي يولون إليها وجوههم خمس مراتٍ في اليوم، وقد ضربت المملكة أروع مثالٍ وكانت أفضل نموذجاً في التفاعل مع القضايا الإنسانية والقضايا التي تهم المسلمين حول العالم، وقد شهدت المملكة عبر تاريخها العديد من الإنجازات التي تحققت من سعي ملوكها وأمرائها لتحقيق الرفاهية للمواطن السعودي وتحقيق الحياة الكريمة والآمنة وتأمين المستقبل العزيز له، وقد شملت الإنجازات العديد من النواحي المختلفة في حياة المواطن السعودي، وقد شملت مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والبيئة.
وقد عززت حكمة ملوكها وولاة أمرها المكانة الإقليمية والدولية للمملكة، فقد أصبحت المملكة العربية السعودية محوراً على المستوى الإقليمي المتمثل بدول الخليج وعلى المستوى العربي والدولي، ويرجع ذلك للدور الهام للمملكة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية، وهذا ما عزز مكانة المملكة ورفعتها وأكسبها ثقلاً في المنطقة وبين دول العالم أجمع، فقد أصبحت المملكة عضواً في مجموعة العشرين الأقوى اقتصادياً على مستوى العالم والتي تمثل فيه العالمين الإسلامي والعربي، وكان دور المملكة العربية السعودية أساسياً كونها قائمة على قاعدة صناعية اقتصادية صلبة، كما كان للمملكة دوراً كبيراً في الحفاظ على وحدة العالم العربي والعمل على إنهاء الصراعات وحماية المنطقة من الوقوع في الخلافات والحروب الخطيرة التي تضر بالمنطقة بأسرها وبشعوبها، كما أسهمت المملكة بشكل كبير في تعزيز الوحدة الخليجية وذلك من خلال مجلس التعاون الخليجي، والذي يقوم بالاهتمام بالقضايا التي تخص دول الخليج وشعوبها.
وتعتز المملكة العربية السعودية وتعلو مكانتها بين الأمم والشعوب بتضحيات وإنجازات أبناءها الجنود المرابطين على ثغور الوطن يحمون الأرض والعرض، فالجندي السعودي الباسل يقدم أغلى ما يملك من أجل الحفاظ على الوطن ومقدساته، وتشهد المواقع والثغور على بسالة الجندي السعودي وتضحياته من أجل الحفاظ على أمن الوطن وأمان المواطنين السعوديين، من الساعيين لتخريب الوطن ونشر الخوف والخراب فيه والطامعين في خيراته الوفيرة، وقد عملت قيادة المملكة على مر السنين على تعزيز ورفع مكانة الجندي السعودي من خلال تلبية احتياجاته ومتطلباته والالتزام الدائم بالدعم والاهتمام بجنود الوطن الأوفياء، فجنود الوطن الذين لا يبخلون بتقديم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على سلامته وأمنه يستحقون من قيادة وأهل المملكة كل التشجيع والدعم والاهتمام لكي يتمكنوا من أداء دورهم الوطني على أكمل وجه.
وقد شهدت المملكة العديد من الإنجازات في المجالات الاقتصادية وقد ظهرت هذه الإنجازات جلية في السنوات الأخيرة، حيث تم إجراء العديد من الإصلاحات التي تهدف إلى تطوير الاقتصاد المحلي في سبيل دعم التنمية التي تعتبر أساس الحفاظ على المكانة العالمية السامية للمملكة بين دول العالم، وقد اشتملت هذه الإصلاحات على زيادة الدعم والإنفاق على المؤسسات المجتمعية والمصرفية التي تلعب دوراً هاماً وحيوياً في تطوير الاقتصاد الداخلي للمملكة والذي يعمل على تحريك عجلة الإنتاج من خلال توفير الظروف الاستثمارية الملائمة، والتي كانت أحد أهم عوامل التحول الاقتصادي للمملكة. وقد حظي مجال التعليم باهتمام كبير في المملكة العربية والذي تمخضت عنه العديد من الإنجازات مثل البرامج الخاصة بتعليم الموهوبين بالإضافة إلى افتتاح العديد من المراكز التقنية التي تهدف إلى تطوير العلوم التقنية والتطبيقية في مختلف مناطق المملكة، والعديد من البرامج التي تم تأسيسها لخدمة العملية التعليمية وتعزيز جودة مخرجاتها.
واشتملت إنجازات المملكة العديد من المجالات المختلفة وفي مقدمتها المجال الطبي، ويرجع الاهتمام في المجال الطبي إلى أهمية هذا المجال الذي يُعنى بالحفاظ على صحة المواطنين وضمان تحسين جودة حياتهم، وقد تلخصت الإنجازات في هذا المجال في إنشاء المراكز الصحية المتخصصة والمتطورة بالإضافة إلى المختبرات التي تهتم بالأبحاث التقنية، ناهيك عن المشاريع التي تستهدف تحسين خدمات المراكز الصحية والطبية التي يستفيد منها المواطن السعودي.
واليوم الوطني هو يوم مبارك جمع الله فيه شمل القبائل العربية في المملكة ووحد كلمتها وجعل لها مكانة سامية بين الأمم وفي العالمين العربي والإسلامي، وهو يوم فرحةٍ يجب أن يعم أرجاء البلاد، ولكن لا يكون الفرح بالممارسات المتهورة والتي تتسبب بإيذاء النفس وإيذاء الآخرين، بل إن الاحتفال باليوم الوطني للمملكة يجب أن يكون من خلال العمل والإنجاز الذي يرفع مكانة المملكة بين دول المنطقة والعالم أجمع، فيجب أن تتصف الاحتفالات بالتحضر والعقلانية وأن تكون نابعة من قيمنا الإسلامية والسعودية الأصيلة، حفظ الله مملكتنا ووفق ولاة أمورنا لما فيه الخير لمستقبل المملكة والمواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى