مساحة حرة

الأضاحي ومهارات التعامل في بّر الأباء

كتبه : عبدالرحمن بن طواله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

إخواني الأباء الكرام أيها الأبناء المباركين ليسمح لي كريم أخلاقكم بالتحدث معكم من خلال هذه الخاطرة وهي جهد المُقل عن ما سأتحدث عنه ، إننا على أبواب نُسك عظيم نُسك الأضاحي .

سأتحدث عن جزء يسيّر ومعادلة في قصة سطر لها القرآن الكريم علماًً ومنهجاً ومنسكاً يبقى الى قيام الساعة لتكون ذكرى وموعظة لكل زمان ومكان ، معادلة وقصة يقف العقل عاجزاً عن إمداد البنان حرفاً ليكتب ويُسطر .

أنظروا يارعاكم الله في قوله تعالى ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾

يعرض نبي الله إبراهيم الأمر على ابنه بكل هدوء ، طالبًا منه رأيه ، فما أراد إبراهيم أن يذبحه على حين غِرَّة ، أو من دون علمه ، يريد أن يرى من ابنه إسماعيل القبولَ والاستسلام ، حتى ينال أجر الطاعة ، ويتذوق حلاوتها.
يأتي جواب هذا الصبي الحليم ، في غاية الروعة والعجب : يا أبتِ – نفس العبارة الاولى !!! بكل لطف ومودة – نفِّذ ما أمرك الله به ، وسوف أكون لك – بإذن الله – عونًا على هذا الأمر ، سوف أصبر يا أبت على هذا الأمر الشاق عليك ، وعليَّ كذلك .!!

سبحان الله ..!! تبدأ مرحلة التنفيذ فعلاً لا قولاً ، يُلْقي الأب إبراهيمُ ابنَه إسماعيلَ على الأرض ، ويضع السكين على رقبته ، وقبل التنفيذ بلحظات يأتي أمر الله – تعالى – لإبراهيم بالكف عن هذا الفعل ، فقد تحقق الأمر ، وتم الاختبار ، واجتازه الأب وابنه بامتياز لا نظير له ، على الرغم من هول الموقف ، وشدة الأمر ، وحسبنا وصف الله – تعالى – له :

﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴾.
هذا إبراهيم يضحي بولده الوحيد ، على هذه الهيئة الرهيبة ، إمتثالاً لأمر الله ، ورغبة في جنته ورضاه ، وهذا الفتى الرائع يستجيب بكل هدوء رغبة في طاعة الله وبرِّ بوالده !! فماذا لعلنا نقول في زمن تجاوز الأمر فيه العقوق الى الإعتداء على الوالدين .!

فهل تستطيع مراكز التدريب والتطوير في بلورة هذه القصة لتعمل على إعداد برامج لكيفية مهارات تعامل الأبناء مع الأباء لان المجتمع الحالي وخاصة جيل الشباب يحتاج الكثير ، حيث أن منهم من تمرد على الطاعة فأصبح عاقاً نسأل الله الهداية لنا ولهم ، فضلاً عن ما نصبوا اليه من أبواب البّر ، فمجتمع الشباب بحاجة الى تأهيل وتثقيف ، مع أننا نجد ولله الحمد نماذج مشرفة مُجيده لفن البّر والعمل الصالح ، فاللهم أقر أعيننا بصلاحهم اللهم أصلح لنا ولكم النية والذرية ووللمسلمين وانفعنا بما سمعنا إنك القادر على كل شيء . وتقبلوا فائق التحية والتقدير للجميع على كريم متابعتكم وأبلغنا وإياكم العيد وفرحته وأنتم ومن تحبون في خير حال ،،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى