مساحة حرة

الكمال

كتبه : حامد الحربي

مشكلتنا نحن البشر نبحث عن الكمال في كل شيء، ونعتقد اننا نحن جنس البشر لايوجد فينا نقص أو عيب أو خطأ ولانحسن النية في ذلك بل نؤولها لمظان أخرى سيئة يزينها الشيطان حتى يصبح صديق اليوم والأمس عدوا وشيطانا مريدا ، وكثير من الناس لو حدث من صديقه خطأ واحد هدم مبنى شاهقا من الصفات الحميده التي يملكها صديقه وأخذه بخطأ واحد ربما لم يكن مقصودا ، أو مقصودا.

وعن محمد بن سيرين أنه قال: إذا بلغك عن أخيك شىء فالْتَمِس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا، فَقُل: له عذر، وعن جعفر بن محمد الصادق أنه قال: إذا بلغك عن أخيك الشىء تُنْكِره فالْتَمِس له عُذْرا واحِدًا إلى سبعين عُذْرًا، فإن أصبته وإلاَّ قُل لَعل له عذرا لا أعرفه.

كثير من البشر دائما سوء النية حاضره في نفسه لمجرد خطأ أو كلمه طبيعيه قيلت فترى نفسه تتعامل معها حسب ظروفه النفسيه والاجتماعبه
او معاناه مر بها في حياته فأصبح ينظر للحياه بمنطار أسود ويرى تصرفات المجتمع الطبيعيه بأنها لها أهداف سيئه ، ولها مقاصد شيطانيه.

لو تعاملنا مع بعضنا البعص كأننا ملائكة ولا نتوفع الخطأ يصدر منا ثم وقع خطأ ما وتعاملنا معه تعاملا سلبيا لفسدت الحياة بين الناس، ولن تجد لك يوما صديقا أو أخا أو قريبا ، وستجد المجتمع متفرقا وسوف تكون وحيدا وتعيش وحيدا وربما تموت وحيدا .

سنة الله في خلقه أن بني البشر كلهم أخطاء ، ويصدر منهم الخطأ لطبيعة خلقهم وفطرتهم ، فلا تتعجب اذا حدث من صديق لك تصرف غريب او فعل عجيب بحقك ، وتذكر أنه إنسان وليس ملك كريم ، ولكن يجب أن تكون ردة فعلك إيجابيه نحوه لعدة مرات وتحمل تصرفه على محمل النيه الطيبه وليس السيئة لتسير دفة الحياه.

قال الشاعر البحتري:
إِذا ما صديقي رابني سوءُ فعلهِ
ولم يكُ عما رابني بمفيقِ
صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني
مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ
كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ
صارَ أحظى من الصديقِ العتيقِ
ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ
صارَ بعد الطريقِ خيرَ رفيق

فالكمال لله وحده ، فلاتستغرب الاخطاء من بني آدم فهم خطاؤون ، ويذنبون ويستغفرون، ولهم زلات وعثرات وكبوات، ولكن لاتخسر صديق عزيز على قلبك بخطأ مقصودا اختلط فيه سوء التقدير ، او بخطأ غير مقصود اختلط فيه سوء الفهم ، ونحسن النيه حسب مواقف الايام القادمه التي ستثبت لك ان حسن النيه كانت في موقعها الصحيح او كانت هي التصرف الخطأ ، هكذا هي طبيعة البشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى