متنوعة

الفل في جازان عبق “الماضي والحاضر”

unnamed (3)

جازان ــ واصل ــ شائع عداوي:

اشتهرت منطقة ومنذ قديم الزمان بزراعة أشجار الفل والعناية بها وتحرص المرأة الجيزانية على أقتناء الفل والتزين به خاصة في المناسبات واصبح للفل سوق وباعة وباتت تجارة يزاولها العديد.

واصل” ومن خلال هذا التقرير الميداني تلقي الضوء على نبتة الفل الشهيرة في منطقة جازان وطريقة قطفها من شجرتها الأم وآراء المواطنات والمزارعين فإلى التحقيق.

كيفية زراعة الفل

يتم زراعة نبتة الفل المعروفة بالرديمة بواسطة اخذ فسيلة منها وزرعها في الأرض بعد القيام بنظافة المكان الذي يتم زرع الفسيلة فيه و نظافة المكان المحيط بها والاعتناء به بدرجة تفوق الوصف وبعد ذلك يتم تغطيتها بالتراب حتى يتم التأكد من دفن عرق الفسيلة كاملاً بعد ذلك تبدأ عملية الاعتناء بها والمحافظة عليها وقد تستخدم بعض المبيدات الحشرية لرش النبتة خوفا عليها من الأرضة وبعض الآفات الأخرى التي قد تقضي على النبتة أما طريقة سقيها فيتم سقيها بطريقه فيها نوع من الحرفنة حيث يتم سقيا النبتة بكمية محدودة من الماء وفي أوقات أيضا محددة ويكون مثلا بعد ثلاثة أيام أو أربعة أيام حيث أن سقياها باستمرار يؤدي إلى عدم جني ثمارها. وبعد فترة تبدأ الشجرة بالإنتاج وغالبا يكون قليل جدا في بدايته.. ثم يتكاثر بعد ذلك ويتم الجني عن طريق قطف حبات الفل الواحدة بعد الأخرى.

سر اهتمام المجتمع في جازان به

هناك بدون شك سر كبير واهتمام غير طبيعي بين المجتمع في منطقة جازان وبين نبتة الفل التي غالبا تكون موجودة في كثير من منازل الأهالي على عكس الأشجار والنباتات العطرية الأخرى “واصل” التقت أم احمد وهي امراه في التسعين من عمرها لعل نجد عندها اجابة لسر تعلق المجتمع في جازان بالفل خاصة ان ساحة منزلها توجد به أعداد من نباتات الفل فقالت الفل من الأشجار المعروفة برائحته الجميلة التي تغطي المكان وخاصة عند هبوب الرياح والنسيم الذي يأخذ رائحة الفل معاه إلى أي مكان يذهب إليه عكس الروائح الأخرى التي لايتعدى رائحتها المحيط التي يوجد فيه وقالت كنا قديما نتفاخر فيما بيننا نحن النساء.

فيمن يزرع الفل فكانت جميع المنازل تقريبا تزرع بها شجرة الفل فأصبحت جزءاً من زينة وجمال المنزل التي لا تستغني عنه ربة المنزل أبداً.

وقالت ام احمد كان الفل قديما يعتمد عليه الأهالي اعتمادا كبيرا في الزينة وإضفاء الروائح الجميلة نظرا لعدم وجود العطور وأدوات التجميل في تلك الحقبة الزمنية فكان الفل هو الموجود فقط وهو الذي يقوم مقام تلك العطور سواء للرجال الذين كانوا يتزينون به في كثير من الأوقات وخاصة في المناسبات الاجتماعية أو الأعياد أو النساء اللاتي كن يتجملن به في الأفراح وخاصة الزواج فنرى العروسة تكتسي بالفل في عادة اجتماعية متعارف عليها في ذلك الزمن الجميل.. وقالت أم محمد كنا قديما نحن نقوم به بقطف الفل وتنظيمه بأشكال مختلفة عكس اليوم الذي تقوم العمالة بتلك المهمة ومنا من يقوم ببيعه في المنازل حيث كان لنا زبائن يأتون الينا لأخذه من المنزل فليس له أسواق كما هو الحال اليوم واكدت ام محمد ان الفل لازال محافظاً على قيمته ورونقه الخاص بين المجتمع على الرغم ما طرأ على حياة الناس من تغير في جميع امور حياتهم ومنافسة اشهر ماركات العطور العالمية له الا انه لازال مطلوبا ومرغوبا لكثير من الاسر وعن الفرق بين الفل البلدي والفل المستورد وخاصة اليمني قالت الفرق كبير وواضح فالفل البلدي رائحته أقوى بكثير من الفل اليمني وتستمر لفترة اطول عكس الفل اليمني التي تكون رائحته لبضع ساعات فقط وحبات الفل البلدي حبات صغيرة تميل الى الاصفرار وخاصه قبل ان تتفتح الحبة.

متى يطلب الفل وسر ارتفاع أسعاره في الصيف

والفل كما هو معروف مطلوب على مدار العام نظرا للإقبال عليه من قبل الأهالي ولكن نرى ان أكثر أوقات يطلب فيه هو في الاجازه الصيفية بسبب كثرة المناسبات وخاصة مناسبات الزواج التي يكثر فيها الطلب ولا يستطيع الإنتاج المحلي ان يلبي طلبات العرسان من الفل بسبب قلة الإنتاج المحلي فيكون الفل المستورد وخاصة الفل اليمني هو البديل.وتضيف بقولها وهناك الان فل اندونسي وهندي وماليزي لكن أجودها البلدي الجازاني وأغلاها سعراًوتقول ام سامي تتفنن المرأة الجيزانية في أشكال الفل وطريقة استخدامة حيث منه عقود واخري دوائر توضح على الرأس والشعر والان هناك باعة ونساء يتفنون في عمل أشكال الفل حيث يصل سعر العقد مايسمي (بالكبش)الى ٥٠٠ريال خاصة في المناسبات واحيانا لايتجاوز سعرة عشرة ريالات وتضيف ام علي بقولها تحرص العروس الجيزانية على استخدام الفل والتزين به مهما غلا سعره وهذه عادة منذ عشرات السنين ويستخدم الفل ليلة واحدة ثم يتلف والليلة الثانية تصنع او تشتري غيره

واصل” التقت مع المواطن محمد حفظي الذي يملك مزرعة للفل في محافظة ابو عريش بمنطقة جازان تزيد عدد الشتلات فيها عن 500شتلة من الفل الذي قال كما ترى ان مزرعتي هذه كانت لايوجد فيها سوى أشجار بسيطة جدا ولكن فكرت في ان اقوم بزراعة الفل وخاصة ان ارض جازان ارض صالحه لزراعة الفل وقمت بجلب عدد من الشتلات من اماكن متعددة وزراعتها في مزرعتي والحمد لله الآن لدي اكثر من 500شتلة تنتج كميات كببرة من الفل على مدار العام وقال الحفظي إن إنتاج الفل يكثر في موسم الحر والغبار عكس موسم الربيع الذي يقل فيه بدرجة كبيرة وعن أسعاره قال الحفظي طبعا أسعاره تختلف فمثلا ايام العطلة الأسبوعية يرتفع سعره عن باقي أيام الأسبوع فالحمد لله دخله ممتاز وخاصة موسم الإجازة الصيفية التي لا نستطيع أن نلبي طلب الزبائن بسبب كثرة المناسبات الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى