العمالقة لايرحلون تبقى ذكراهم خالدة بأعمالهم، فقط تغادر أجسادهم ولكن تبقي أرواحهم تلوّن سماءنا يوم أمس رحل بصمت الشاعر والشيخ علي بن بلال آل فطيح اليامي ” شاعر يام ” الشاعر العلم الذي كتب للوطن كتب في المدح والرثاء في الفخر والحماسة كتب في الوصف فكانت معلقة الإبل أشهر قصائد الشعر النبطي في العصر الحديث ، رحل ” شاعر يام ” وعندما نقول هذا اللقب فهو يستحقه بكل جدارة هذا اللقب لم يأتي من شخصية عادية بل من أبن المؤسس المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي /الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حين ألقى الشاعر أمامه قصيدة يشفع بها في أحد أبناء قبيلته فأكرمه سموه بإطلاق سراح هذا السجين ،وأطلق عليه لقب شاعر يام ، توالت المكارم في ذلك اليوم ولاغرابة في ذلك فالكبار دائماً هم أهل المواقفالخالده .
ورغم إن الفقيد طلب من سموه إعفاءه من هذا اللقب الذي هو بلا شك مسؤولية كبيرة لايشعر بها إلا العُقلاء إلا إن سموه قال ” تستحق هذا اللقب” وحمله أبو سلطان بكل فخر وأعتزاز وكان على قدر اللقب منذً أكثر منربع قرن حتى رحيله يوم أمس بعكس ألقاب اليوم التي تمنح إما موسمية مع أحترامي لأصحابها ” كشاعر المليون أو بناء على المصالح والعلاقات الشخصية ولكنها فقاعة صابون سرعان ماتزول أما ألقاب الماضي فإنها من الكبار وحدهم وينتزع من القيمة الجمالية والشعريه ويعبر عن شاعرية وأصالة، مايقدمه الشاعر أو الأديب وعادة ما يخلد لقب الشاعر والمبدع أكثر من اسم صاحبه على مستوى الإبداع إنني أجزم بأننا جميعاً نعرف ” الجاحظ ” من كبار الأدباء في العصر العباسي ولكن لا نعرف اسمه الحقيقي أكثر من لقبه وإذا كان ُيعرف أنه صاحب فكاهة ونكته وهو الذي عاش 100 عام فقد قالها في آخر عمره ، وهو عُرف أديب بلقب الجاحظ وأصبحت الألقاب تمنح له وغيره من الشعراء البارزين كالأخطل وأبو الطيب المتنبي وأمير الشعراء… الخ
رحل أبو سلطان كما رحل قبله عمالقة الشعر وترك فراغ من الصعب تعويضه نحن نحزن وجمهور الشعر وكل محبي الفقيد وكما كانت ” واصل الإلكترونية” من الصحف السبّاقة لنقلالتعازي فإنني وعبر هذه المساحة الحره أعزي نفسي وكل المحبين للشاعر أبو سلطان و أخيرا لا أجد أجمل من هذه الأبيات أختم بها مقالى وهي للفقيد ” شاعر يام” قالها في رثاء أمير نجران السابق عندما بلغه خبر وفاته الأمير فهد بن خالد السديري وماأشبه اليوم بالبارحه
فقد قال رحمه الله :
ماعاد عندي مجال غير كلمه وداع
لو انها بـ اختياري كان ما ذعتها
ودعتك الله من قلبي وقالوا وداع
ناسٍ على الحب والتقدير جمعتها
بقلم ✍? :حسين القفيلي
