كتاب واصل

#احفظها_لتدوم ؟!

كتبه : هيثم عبدالحميد

مبادرة أطلقها معالي وزير التعليم الأسبق ‏عزام بن محمد الدخيّل تدعو لإستشعار أهمية المحافظة على الموارد الغذائية وترشيد الاستهلاك ومشاركة الأفكار والتجارب لحفظ النعمة والحد من هدرها.

ما هي مبررات دعوة الدخيّل بل و قيام وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتضامن مع المؤسسة العامة للحبوب بحملة للتوعية بأهمية التوازن في شراء المواد الغذائية ؟!

الاستهلاك الجائر للغذاء يعتبر أحد أهم مظاهر استنزاف الموارد الاقتصادية للأسرة والمجتمع و من أكبر التحديات التي تواجه المملكة بصفة عامة وخاصة في ظل هذه الظروف الحالية !

حيث تشير الأرقام إلى أن الفرد في المملكة يُهدر مايقارب من ١٨٤ كجم سنويًا وذلك بحسب دراسة ميدانية أعدتها المؤسسة العامة للحبوب ضمن برنامج التحول الوطني استهدفت دراسة ١٩ سلعة غذائية قسمت إلى ٨ مجموعات .

وأكد معالي المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي ـ وزير البيئة والمياه والزراعة ـ عبر حسابه على تويتر أن إجمالي ما يُهدر سنويا بالمملكة يقدر بأكثر من ٣٣٪ من الغذاء وقيمته تبلغ حوالي ٤٠ مليار ريالا فضلا عن آثاره على الصحة والبيئة والاقتصاد ! مناشدا الجميع أهمية استشعار حفظ النعمة و أن الاستهلاك الرشيد للغذاء هو طاعة لله و لرسوله واستجابة لتوجيهات ولاة الأمر.

وبحسب وزارة البيئة والمياه والزراعة تبلغ منتجات المملكة الزراعية لأهم الأصناف الغذائية سنويا أكثر من 12 مليون طن -بفضل الله- بينما يفقد ويهدر منها أكثر من 4 ملايين تنتهي إلى مقالب القمامة ؟!

هذا الإسراف والهوس الاستهلاكي شكل آخر من الإزدواجية ما بين ما هويتنا وسلوكنا نحن المسلمين ولن يتوقف أو يُضبط ما لم يكن الوازع نابعا من ضمائرنا استشعارا للمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى أولا ثم تجاه المجتمع .

يكفي أن نعلم بأن عدد الجياع حول العالم يقدر بحوالي المليار نسمة ؟! فهل سنضع حدا لهوس الاستهلاك و الشراء أكثر من احتياجاتنا و هل سنتوقف عن الأنانية المفرطة التي قد تحرم الأخرين من ضروريات الحياة؟!
قال تعالى:

﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ (31) سورة الأعراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى