مساحة حرة

وصفة نجاح بالفشل

كتبه : علي أحمد حمدي

يعد ظهور فيروس كورونا المستجد من الكوارث البشرية الناشئة والخطيرة التي بدأت ولا يكاد يسيطر ليها حتى الآن وكل الإجراءات احترازية للتخفيف من وطأته وربما ثمة أخطاء ارتكبها البعض لإدعائه الكمال ولما وصل له من تقدم تقني وطبي يكاد يغير به الكون حسب اعتقاده ولذلك لم يعده كارثة حقيقية أو وباء عالمي إلا بعد أن استشرى وانتشر.

وفي الطرف الآخر من أخذ التدابير والاجراءات ولكن بشكل مبالغ فيه فأرهق العاملين ناهيك عن نقص التجربة وقلة التدريب فزاد الأمر سوءاً فخلق صعوبة في التكيف مع هذا التغير الذي أدى إلى نقص في جوانب عدة.

ولست متعصباً أو مجاملات إن أشادت ببلدي السعودية فيما اتخذته من إجراءات وتعليمات للمواطنين والمقيمين والعابرين فقد استفادت من تجارب الآخرين وعملت على دراسة وتقييم للوضع الراهن ومايتطلبه من إجراءات والتعامل معه حسب الامكانات وأخذ التدابير المناسبة له حتى يعقبها الاحترافية التي لاتظهر إلا بعد فترة من الزمن وهنا لا نحكم بنجاح أو فشل لأن الوضع طارئ يحتاج للصبر وحسن التصرف فمثلاً تجربة التعليم لا أرى أنها فشلت وإنما وضع جديد لم يعتد عليه الأهالي وإن سبق أزمة الخليج ولكنها محلية وكذلك الحرب مع الحوثيين كانت محصورة في منطقة الحد الجنوبي ولكن الآن الوضع كارثي وعام وما يتخذ من حلول وأفكار هي بحث للتطوير واحتواء الأزمة.

وهنا لديّ بعض الأفكار والتوجيهات قد تنفع وقد تكون إضاءات مساعدة لأفكار أفضل لمن يرى أنها مناسبة له وهي مشاركة لاحتواء هذه الجائحة:

١- تكوين فريق عمل أو غرفة عمليات وهذا القائم الآن في معظم الجهات.
٢- تقسيم المعايير والمقارنة بين تكلفة تحقيق أعلى مستويات النجاح وبين تكلفة مايقوم به الفريق في هذه الفترة.
٣- التأكد من تقسيم العمل على كل أعضاء الفريق ولا يتحمل العمل شخص أو مجموعة معينة ليتحقق النجاح بدون تكاليف مرهقة.
٤- إظهار الثقة في كل العاملين وشكرهم (شكر الملك حفظه الله للعاملين في المجال الصحي).
٥- تترك حرية للخطأ لأن الأزمة مستحدثة لنصل للحلول الاحترافية وليتمكن الفريق من التعلم والبحث والتغذية الراجعة ولمعرفة ردود الأفعال ونقاط الضعف والقوة.
واقترح على التعليم إذا أرادوا الاستمرار في العملية التعليمية أن ينشأ (Admin) لكل مدرسة على برنامج (Black Bord) أو أي برنامج مناسب وتكون محاضرات موزعة على ثلاثة أيام في الأسبوع من ٩ص-٣عصراً تتخللها ساعة راحة لصلاة الظهر والغداء.

الحلول كثيرة وبلدان مليء بالخبراء والناجحين ولكن تسارع الأزمة يستنفد الوقت.

كلمة أخيرة: تجنب الصراع والطقطقة والاختلاف وتوحيد الصف والجهود لمواجهة الشبح كورونا.

يقول بنيامين فرانكلين: لا أستطيع أن أعطيك وصفة للنجاح؛ ولكن هاهي وصفة الفشل (الكارثة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى