كتاب واصل

مزاين الابل تنافس شريف …. ولكن !

 شهدت صياهد رماح شمال شرق مدينة الرياض فعاليات مهرجان ومسابقة الملك عبدالعزيز لمزاين الابل لنسختها الرابعة قضى قرابة الشهر والنصف وتضمن عدة فعاليات نالت استحسان رواد المهرجان والمهتمين ومن ابرزها تنافس ملاك نوادر الابل المشاركة على حصد المراتب المتقدمة بجميع ألوانها وفئاتها تحت مظلة نادي الابل الذي أُسس ببادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حيث يحظى بدعم كبير من المقام السامي.

‎فإن للإبل في نفوس سكان الجزيرة مكانة كبيرة تاريخية حيث انها كانت الوسيلة شبه الوحيدة للنقل والترحال منها أيضاً قوتهم بشرب حليبها واكل لحومها والانتفاع بجلودها ولها ايضاً مكانة دينية حيث امر الله سبحانه وتعالى بالنظر لها والتأمل والتفكر في عظيم خلقها فهي كالفيلة في الهند وجنوب افريقيا او كإسطورة الصين (التنين)فتستحق منا التمجيد نوع ما.

‎أُسس النادي وانطلق المهرجان وكان كرنفال رائع جداً بل اننا انتقلنا به الى العالمية حيث تم انشاء اتحاد عالمي للابل انطلقت نواته من المملكة سررنا كثيراً بهذه الخطوة وقبلها بالكرنفال الذي ننقل من خلاله ثقافة ابن الصحراء وعشقه لمحبوبته الناقة الى جميع اصقاع الارض في انجاز يعد الاول من نوعه على مستوى العالم فخورين ومفعمين بالفرح والسرور ولكن للاسف لم تكتمل تلك الفرحة بهذا الموروث حيث انحرف الهدف عن مساره.

‎فلم ارئ فيه الا مزيد من تأجيج العنصرية القبلية بين أبناء القبائل ويؤول السبب الى ممارسات وتصريحات البعض اكرر بعض ملاك الابل لابناء قبيلته بالقصائد وبالشيلات العنصريه او بعبارات خادعة ك (فالكم الناموس) او (هذه ابلكم) او (او اقل شي اقدمه للقبيلة) عبارات خارجه عن صميم الاهداف التي وضع المهرجان من اجلها يراد بها استجداء القبائل مشاعرهم وحماسهم واستدرار حميتهم للتفاعل معه ولتمجيد نفسه واكتساب الشهرة والمحبة على انه فخر القبيلة وإبله شرف القبيلة الذي لا يجب ان ينتهك.

فإن فازت ناقته مدح ومدحة قبيلته وإن لم يحالفها الحظ ذمت وذمت قبيلته بأقذع الالفاظ وأبشع الشتائم بل وانساقت وتتابعت الامور الى ابعد من ذلك حيث قرن هذا الفوز من عدمه بانتصارات وهزائم قبيلة على الاخر في ربط واسقاط مقيت على وقائع واقتتال القبائل في ما بينها قبل توحيد المملكة العربية السعودية امر يدعو لشق الصف والبغضاء والفرقة بين ابناء الوطن الواحد.

‎ السؤال : هنا او هكذا نود ان نحافظ ونرتقي بموروثنا وثقافتنا كما نطمح ويطمح ولاه امرنا اوهكذا تورد الابل يابعض ملاكها او في عهد الحزم والعزم والامن والاستقرار والبناء والنهضة الاقتصادية.

آمل ان توضع ضوابط رادعه لكل من تسول له نفسه بإستدعاء وتأجيج العنصرية القبلية بشكل او بأخر وتجريمه سواء بالقول او الفعل فالقبائل اكبر من ان تمثلها ناقه تمدح لفوزها وتذم لخسارتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى