مساحة حرة

العمارة الطينية رمز الأصالة والتاريخ

وجه الشبه بين البيوت الطينية والأهداف السلوكية!

كتبه : حسين القفيلي

الطين الذي خلق منه الإنسان وسوف يعود إليه ذلك التراب الذي يحتوي على الكثير من المعادن النفيسة أهمها الحديد ’ الكالسيوم , الزنك الطين كان ولازال مصدر للعلاج كماهو حال النباتات فقد أثبتت الدراسات الطبية التي أجريت على التربة بمختلف أنواعها بأنها علاج لكثير من الأمراض منها التلوث ، الخلايا الميتة ، الجراثيم ، السموم ، فهو يطهر ، ينظف وينشط الدورة الدموية واللمفاوية بل نجد  أن الطين يدخل في عدد كبير من المستحضرات التجميلية لكننا بصدد الحديث عن تلك البيوت المبنية من الطين تلك البيوت التي سكنها الآباء والأجداد أنها اليوم برغم جمالها نراها تندثر كما اندثر سواها حتى من عاداتنا وتقاليدنا نعم إنها تندثر نهائياً من حياتنا وما بقي منها بقايا أطلال للذكرى  اختزنت بداخلها تلك الذكريات الجميلة لساكنيها والتي قضوا فيها أجمل مراحل العمر، إن بيوت الطين هي أشبة بالأهداف السلوكية اليوم في العملية التعليمية لدى المعلم الناجح حيث يجب أن تضرب الأمثلة من البيئة المحلية للطالب لترسيخ المعلومات وتقريبها إلى ذهن المتعلم و بيوت الطين كالأهداف السلوكية ووجه الشبه بين الاثنين أنهما يستمدان مقوماتهما من البيئة المحيطة للإنسان  حيث يلزم الفرد عند بناء منزل من الطين الاستعانة بخامات البيئة في المكان الذي يعيش فيه كالطين والأخشاب والحجارة مما جعلها تتلائم مع الظروف الاقتصادية والمناخية، فهي تحتفظ بالبرودة في فصل الصيف وبالدفء في فصل الشتاء , إن البيئة التي أصبحت اليوم تفقد توازنها لم يعد هناك وفياً لها أكثر من تلك البيوت الطينية والتي تهاوت أخيراً أمام الضيف الجديد ( الأسمنت) الذي أحدث تحولاً كبيراً في حياة الناس فأصبح بملمسه الخشن هو السكن البديل لبيوت الطين والتي استهوت الكثير من الناس وألهبت ألسن الشعراء في وصف جمالها والحنين إليها  ولعل أشهر ماقيل من الشعر في ذكرى بيوت الطين ماقاله الشاعر عوض القطياني العنزِي حينما قال :-

على ذاك الجدار اللي على حد البيوت الطين
وقفت وهاجس الذكرى نفض في قلبي غباره

ختاماً نقول حتى وإن غابت البيوت الطينية اليوم فهي كانت ولاتزال رمزاً للحضارة الإنسانية وشاهد على فن العمارة الإسلامية كما كانت أيضا مادة البناء الأصلية في كثير من الحضارات العالمية مثل حضارة بلاد الرافدين والحضارة الرومانية والهندية والفرعونية والصينية فعلى سبيل المثال نجد أن  سور الصين العظيم بني في معظمه من الطين والأخشاب وبني من الطين أول ناطحة سحاب في العالم وهي برج بابل الشهير رمز الحضارة السومرية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى